أبناء المضيق يكشفون أسباب وخلفيات الهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة

مازال الجدل بخصوص الهجرة الجماعية التي شهدتها حدود مدينة سبتة المحتلة يوم أمس (الاثنين) لم ينته بعد، في وقت لم تقدم فيه بعد معطيات رسمية حول الأعداد التي وصلت، إذ أفادت مصادر إسبانية أن العدد يقدر ب3117  شخص، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد بلغ 5000 شخص، بينهم أكثر من ألف قاصر.

وخلفت مشاهد الهجرة الجماعية إلى مدينة سبتة المحتلة استياء عارما وسط الرأي العام المغربي والإسباني على حد سواء، خاصة وأن سلطات البلدين تعاملتا بتساهل وتراخي كبير مع الأفواج البشرية التي عبرت من خلال معبر بليونش وتاراخال، الأمر الذي فسره متتبعون بمحاولة ضغط مغربية على إسبانيا، خاصة بعد الخلاف الذي نشب إثر استضافتها لزعيم البوليساريو.

وبعيدا عن الأسباب والدوافع السياسية التي ساهمت في حدوث مشاهد الهجرة، أوضحت مصادر محلية من مدينة المضيق أن الذين استغلوا فرصة يوم أمس من أجل العبور تتحكم فيهم دوافع مختلفة ولديهم أسباب متباينة، وإن كان الرابط بينها هو الأوضاع التي تعيشها أقاليم الشمال بعد إغلاق معبر سبتة وإيقاف التهريب المعيشي وتداعيات الإغلاق جراء جائحة كورونا.

المصادر كشفت لـ “أمَزان24” أن النسبة المهمة من القاصرين الذين وصلوا إلى سبتة، والتي قدرت ب 1500 من الذين هاجروا يوم أمس، أرادوا الاستفادة من القوانين التي يضعها الاتحاد الأوروبي، والتي تمنع تهجير القاصرين، إذ تفرض إيوائهم في مراكز خاصة وتسجيلهم للاستفادة من الدراسة والرياضة وغيرها من الأنشطة، في أفق حصولهم على وثائق الإقامة عند بلوغهم سن الرشد وبالتالي إمكانية دخولهم إلى إسبانيا.

وأكدت المصادر، أن نسبة أخرى مهمة من المهاجرين الأفارقة واللاجئين السوريون أيضا تمكنوا من العبور، وهو الآخرون سيتمكنون من الحصول على الوثائق بعد أن يتم إيوائهم في مراكز خاصة بمدينة سبتة، ذلك أن القوانين تمنع تهجير الأفراد التي تشهد بلدانهم حروب أو أزمات سياسية كبيرة، إذ أن أغلب مدن الشمال تشهد سنويا توافد أعداد مهمة من هؤلاء تحلم بمعانقة أحلامها من وراء البحار.

وتضيف المصادر، أن نسبة كبيرة أيضا من هؤلاء أيضا قطعوا البحر سباحة من أجل العودة إلى أعمالهم التي كانوا يزاولونها بطريقة قانونية، قبل أن يتم إغلاق الحدود في وجههم ومنعهم من العبور، ومنهم نسبة مهمة من النساء اللواتي يشتغلن خادمات في البيوت، وكذلك عمال المطاعم والمقاهي وأصحاب الحرف الذين كانوا يشتغلون بعقود وبطريقة قانونية.

وتشير المصادر، إلى أن فئة مهمة من المهاجرين يوم أمس هم من العمال وأصحاب الحرف اليدوية الذين كانوا يشتغلون بمدينة سبتة بطريقة غير قانونية، حيث كانوا يدخلون بشكل يومي للاشتغال في المدينة، ولديهم علاقات مهنية مع زبنائهم بالمدينة، حيث يشتعلون بدون عقود في مجالات الصباغة والبناء والميكانيك والكهرباء وغيرها من الحرف التي تشكل مورد رزق لأعداد مهمة من المواطنين.

وأوردت المصادر، أن أعداد مهمة أيضا عبرت نحو مدينة سبتة لتتخذها كمحطة عبور نحو إسبانيا، وذلك نظرا لسهولة العبور عبر المجال البحري الفاصل بين المدينة المحتلة وإسبانيا، مقارنة بمناطق العبور الممكنة عبر المجال البحري المغربي، والتي تشهد مراقبة مشددة من طرف السلطات المغربية، وإحباط متكرر لعملية الهجرة، بشكل تقل معه نسب نجاح عمليات الهجرة.

وجدير بالذكر أن أعدادا مهمة، قدرت بأزيد من ثلاثة آلاف تمكنت من العبور إلى مدينة سبتة المحتلة يوم أمس، بطريقة غير مسبوقة، وذلك بالاعتماد على زوارق مطاطية وعلى السباحة، من بينهم نسبة مهمة من الأطفال والقاصرين والنساء، الأمر الذي خلف استنكارا واسعا، خاصة وأن سبق لفعاليات حقوقية وسياسية أن دقت ناقوس الخطر بخصوص الوضع.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.