مشاهير مغاربة يُكّسرون الإجماع ويدعون إلى مبادرات “سطحية”بدل التبرع لصندوق كورونا
في العديد من بقاع العالم، وقف مشاهير الفن و”المؤثرين” جنبا إلى جنب مع سلطات بلدانهم لإيقاف زحف فيروس كورونا وتخفيف آثاره الاقتصادية، من خلال المساهمات المالية أو التكفل بالعائلات الفقيرة، أو مبادرات أخرى مميزة.
وفي الوقت الذي عمد فيه الكثير من هؤلاء المشاهير، ومن بينهم مشاهير العالم العربي خاصة في مصر ولبنان، إلى التبرع وتبني مبادرات خيرية، لمساعدة الأسر المتضررة من تبعات جائحة كورونا، اكتفى بعض المشاهير المغاربة من عالم الفن و”المؤثرين” بتبني مبادرات معزولة وصفت بـ “السطحية”، والمساهمة في خلق نقاش جانبي، وانقسام لا معنى له بين مدافعين عن غناء النشيد الوطني لتحفيز السلطات للقيام بواجبها، وبين آخرين دعوا إلى التكبير والدعاء عوض ذلك.
واعتبر الكثير من المغاربة، في تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما أقدم عليه هؤلاء المشاهير، لا يتعدى كونه تقليدا أعمى لما حدث في بعض الدول الغربية، والتي لجأ مواطنوها لأسلوب الغناء والتصفيق من النوافذ و الشرفات، لتجاوز الضغط الذي تخلفه حالة الطوارئ في نفسيتهم.
ووجه الكثير من النشطاء دعوة إلى المشاهير المغاربة، للقيام بمجهودات ملموسة، لدعم الأسر والفئات المتضررة التي توقف نشاطها بسبب فيروس كورونا، والمساهمة في صندوق تدبير الجائحة، عوض المساهمة في كسر الوحدة الوطنية القائمة في التصدي للفيروس التاجي.
واستحضر نشطاء آخرون، ما قام به الفنانون المصريون الذين أطلقوا تحدي أسموه “تحدي الخير” كبادرة للتكفل بمجموعة من الأسر المعوزة، والتي سيثقل كاهلها الحجر الصحي، داعين مشاهير المغرب إلى تقليدها. وتعد المبادرة نفسها، التي استنسخها مشاهير الفن ومؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي بلبنان، إذ أصبح كل فنان يخرج بتسجيل يذكر خلاله عدد العائلات التي سيتكفل بها طوال الشهر، متحديا عددا آخر من الفنانين، والذين يتحدون بدورهم مشاهير آخرين.
وتجدر الإشارة إلى وجود فنانين مغاربة، قاموا بخطوة مماثلة، من خلال تحدي بعضهم البعض للتكفل بالأسر والمساهمة في صندوق تدبير الجائحة، لكن المبادرة ظلت محدودة مقابل الانقسام الذي عرفه صف المشاهير بين دعاة ترديد النشيد ودعاة رفع الدعاء والتكبير.
هذا ولم تلقى دعوات غناء النشيد الوطني التي أطلقها مشاهير الفن والويب في المغرب، تفاعلا كبيرا من طرف المواطنين، بل كانت سببا في رد فعل، من خلال دعوات التكبير والتهليل، التي انتهت بمسيرات في مجموعة من المدن، ما يعتبر تربة خصبة لانتشار الفيروس.