أزواج “أحرار” يحصدون الأخضر واليابس!

إلى جانب كل المفاجآت التي حملتها انتخابات 8 شتنبر، أبرزها اكتساح التجمع الوطني للأحرار وسقوط العدالة والتنمية، جاءت انتخابات 2021، بظواهر غريبة ومختلفة، منها سيطرة أزواج على مجالس منتخبة، وتقسيم الأدوار بين الزوج والزوجة، وهندسة المجالس وفق إرادتهما، بناء على نقاشات يخضونها في الكواليس.

المفارقة قد توجد في عدد من الأحزاب، لكنها ارتبطت بشدة بحزب التجمع الوطني للأحرار. فرغم عدم اقتصارها عليهما، إلا أن ارتباطهما بعمدية أقوى وأكبر مدينتين مغربيتين كان مفاجأة.

يتعلق الأمر بالزوجين سعد بنمبارك وأسماء اغلالو بالرباط، والزوجين توفيق كميل ونبيلة الرميلي بالدار البيضاء، الذين تمكنوا في المدينتين معا من الظفر بمواقع انتخابية بالغة الأهمية.

الرميلي وكميل.. طبيبة ومنعش عقاري

نجحت نبيلة الرميلي المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، في وضع يدها على عمدية الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية المغربية، في وقت نجح زوجها توفيق كميل المنتمي إلى الحزب نفسه، في حصد موقع نائب ثالث لها، رغم أن مصادر قالت إنه يستعد للاستقالة من النيابة، للتحضير للانتخابات الخاصة بمجلس مقاطعة سباتة قصد التفرغ له، إلى جانب التزامه بعمله البرلماني داخل مجلس النواب.

فالرملي، كانت تستعد طيلة الأشهر التي سبقت انتخابات 8 شتنبر لتولي حقيقبة الصحة، نظرا لتجربتها في المجال، منذ تحملها مسؤولية المديرة الجهوية للصحة في الدار البيضاء سطات، لكن تقسيم “الكعكة” منحها عمدية أكبر مدينة في المغرب فقط، بتعويضاتها البالغة 30 ألف درهم، التي تقترب من تعويضات وزير، بالإضافة إلى القيمة المعنوية والاعتبارية التي يحظى بها عمدة القطب الاقتصادي للبلاد، والشراكات التي يعقدها، والملفات والصفقات والمشاريع الضخمة التي يشرف عليها.

وبينما أوصل تحالف حزبي الرملي إلى عمدية الدار البيضاء، يتوقع أن يُنتخب زوجها توفيق كميل رئيسا لمجلس مقاطعة، بعدما أبدى نيته الاستقالة من نيابة زوجته التي خلقت جدلا كبيرا يوم انتخاب مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء، بحضور والي الجهة، خصوصا أنه فاز بمقعد برلماني.

اغلالو وبنمبارك.. محررة ومحامي

حظيت أسماء اغلالو بفرصة ذهبية لتنتقل من محررة في “لوبينيون” لسان حزب الاستقلال، إلى أول عمدة امرأة في تاريخ مدينة الرباط، بعدما نُسجت الاتفاقات في كواليس “صالون” فيلا فاخرة في ملكية زوجها.

التفاهم نفسه، قلص طموح زوجها سعد بنمبارك، المحامي ورئيس مجلس عمالة الرباط السابق، ليكتفي بالنيابة الأولى لرئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، بعدما كان يطمح لرئاستها، ما يبرز تمكن الزوج غلالو وبنمبارك من حجز مقاعد مهمة في عاصمة المغرب.

وإن كان المانع القانوني غير مطروح في الحالتين، إلا أن خروجهما من رحم الحزب نفسه، أي التجمع الوطني للأحرار، ونفوذهما في مدينتين من أكبر مدن المغرب؛ الدار البيضاء والرباط، يثير كثيرا من التساؤلات، حول ما إذا كانت هناك سيطرة عائلية تبسط نفوذها من داخل الهيمنة الكبيرة والشاملة التي يفرضها حزب “الحمامة” في المرحلة.

ويشار إلى أن ظاهرة سيطرة الأزواج داخل المجالس المنتخبة في الآونة الأخيرة أثارت انتباه المتتبعين، بالإضافة إلى سيطرة الأبناء والبنات والآباء، كما أثارت الريبة في أوساطهم، حول الطرق التي تتم بها هندسة المجالس المنتخبة في الكواليس.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.