بعد التشديد.. مشاهير ينتقدون الحكومة
خلفت الحكومة، فور إعلانها حزمة تدابير احترازية جديدة، موجة من الاستياء والغضب وسط مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، والفئات التي ستكون متضررة من القرارات، ما تُرجم في سيل من التدوينات والفيديوهات المنتقدة، التي وصفت القرارات بالعشوائية والارتجالية.
ورغم أن الحكومة أوضحت خلال بلاغ إعلان التدابير المشددة للحجر الصحي، الصادر مساء أمس (الإثنين)، أن القرارات استندت إلى توصيات اللجنة الصحية العلمية، إلا أن العديد من المشاهير والمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خرجوا لإعلان انتقادهم، في وقت سبق لبعضهم أن كانوا مدافعين عن قرارات الحكومة السابقة فيما يخض تدبير الجائحة.
إعلان الحكومة تشديد الإغلاق الليلي ليصبح من التاسعة إلى الخامسة صباحا، ومنع التنقل إلى مدن مراكش وأكادير والدار البيضاء، مع استثناء الأشخاص الملقحين، وإغلاق المطاعم والمسابح وقاعات الرياضة، وتحديد التجمعات في 25 شخصا، وتحديد الطاقة الاستيعابية للمؤسسات السياحية في 75 بالمئة، كان شببا في تذمر عارم ليلة أمسـ يتوقع أن يزداد مع بداية تفعيل هذه القرارات.
فنان “الراب”، توفيق حازب الملقب بـ “دون بيغ”، كان من المعلقين على بلاغ الحكومة، إذ صرّح عبر حسابه على “الأنستغرام” قائلا “صراحة بسلتو علينا بهذه التدابير، إغلاق الحمامات وإعادة فتحها، إغلاق النوادي الرياضية وفتحها، قرارات غير منسجمة تجاوزت حدود البسالة.. الشعب لم تقتله كورونا بقدر ما قتلته قراراتكم العشوائية”.
ومن جانبه علق الكوميدي محمد باسو على القرارات متهكما “ويستثنى من ذلك الحملات الانتخابية”، مضيفا فرحنا مع البقالي في الصباح وندمتونا في العشية.. الجالية مرحبا بكم دخلوا، ولكن ملي دخلوا ما تخرجو”.
وعلّق الكوميدي أسامة رمزي عبر حسابه قائلا بأن حكومتنا لديها مشكل من يوم بدأت الجائحة وهو مشكل التواصل، فهم دائما يتركوننا نقوم بالتحليل والتأليف لأن كل شيء يكون مبهما، نريد من يخرج ليشرح لنا، ويقدم لبنا رؤية الحكومة إن كانت موجودة، وأن يوضح لنا الجانب الإيجابي بها، لأنني متأكد أنه مع كل بلاغ للحكومة تبقى هناك عشرات الأسئلة المعلقة بدون جواب.
رشيد العلالي، منشط برنامج “رشيد شو” على القناة الثانية كان من منتقدي القرارات الحكومية كذلك، حيث أوضح عبر حسابه على “أنستغرام” قائلا بأن لديه تساؤلات بخصوص القرارات الارتجالية للحكومة، متسائلا كيف تمنعون التنقل من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا، وتغلقون المقاهي والمطاعم على الساعة التاسعة وكأن متحور دلتا يخرج في التوقيت نفسه، كيف تغلقون المسابح والقاعات الرياضية وتسمحون بالتجمعات الحزبية والمتاجر الكبرى مملوءة، كيف تمنعون التنقل بين المدن إلا عن حاملي جواز التلقيح وقد سبق لكم التصريح بأن حتى الملقحين قد يكونوا حاملين للفيروس، لافتا “أنا أريد فقط أن أفهم لأنني لم أفهم شيئا”.
أشرف قرشي الملقب بـ “مول الصوت” تفاعل مع القرارات قائلا “لماذا يتم السماح للملقحين بالسفر بين المدن والخروج بعدا الساعة التاسعة ليلا مع العلم أن اللقاح لا يمنع من الإصابة بالوباء ولا يمنع أن يكون الشخص الملقح سببا في تنقيله إلى آخرين”، مشيرا إلى أنه نحن أمام آمرين إما أن حكومة العثماني بلغت إلى مستوى متقدم في الذكاء إلى درجة أننا لا نفهمها وإما أنها “كتخربق”، مشددا إذا كانت التجمعات ممنوعة فيجب منع الحملات الانتخابية وأن تكون الحكومة أول من يلتزم بهذه القرارات.
ابتسام باطما أخت المغنية دنيا باطما صرّحت “ما كرهناش اللجنة الصحية تشرح لينا هاد الساعتين لي نقصو من الإغلاق من 11 إلى 9، شحال تقدر تنقص لينا من حالة في اليوم” مضيفة نريد معلومات علمية تقنعنا بهذه القرارات المفاجئة، علما أن الازدحام يكون في الصباح أكثر من المساء على مستوى الحافلات والطرامواي، ونريد معرفة الإجراءات التي ستستهدف الفئة المتضررة من هذه القرارات.
ومن شأن هذه التعليقات المنتقدة أن تساهم في المزيد من الرفض لقرارات الحكومة فيما يخص تدبير الجائحة، وهي القرارات التي تم اللجوء إليها بعد الارتفاع الحاد الذي شهدته حالات الإصابة بوباء كورونا في سياق الموجة الرابعة التي يشهدها المغرب.
ويشار إلى أن غياب التواصل الناجع من طرف وزارة الصحة المغربية يشكل سببا أساسيا في ارتفاع حالات الغضب والتذمر من القرارات الحكومية، وهو الأمر الذي يسائل السياسة التواصلية الفاشلة التي تعتمدها الحكومة منذ بداية الجائحة.