الإبراهيمي: رفع نسبة التحاليل سيحسم شك دخول السلالة المتحورة

أكد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن الرفع من نسبة اختبارات كشف فيروس كورونا المستجد، هو الذي سيكشف دخول سلالة “كوفيد19” الجديدة المغرب من عدمه، وسيقطع الشك باليقين، كما أوضح أهم خصائص الطفرة الجديدة.

وشدّد البروفيسور الإبراهيمي، في حوار خاص أجرته معه صحيفة “أمَزان24” على قدرة اللقاح المعتمد بالمغرب، على تكوين مناعة ضدها، إضافة إلى أهم الإجراءات التي يتخذها المغرب لمواجهتها.

+هل على المغاربة الخوف من السلالة الثانية لفيروس كورونا أم إن هذه الطفرة لا تدعو للقلق؟

الفيروسات تطوّرُ مجموعة من الطفرات للتعايش في المحيطات، ومن الطبيعي أن الكثير من السلالات ستتطور، والكثير منها سيعبر العالم. ونذكر أنه بعد سلالة “يوهان”، التي يشكل الجينوم الخاص بها الجينوم المرجعي، تطورت سلالات أخرى، وهي الآن السائدة في العالم. وتسمى السلالة ذات الطفرة “D614G”.

فالسلالات القادمة الآن، ستحاول أن تأخذ مركزها، فقد جاءت كما لاحظنا من بريطانيا ومن جنوب أفريقيا وانتقلت إلى اسبانيا، ونقول إها غير موجودة في المغرب، بحسب ما أجرينا من تحاليل، لكن يجب رفع نسبتها، حتى نتمكن من معرفة وجود هذه الطفرة من عدمه. وعموما المستجد، لا يغير من الموضوع شيء، فما نطلبه من المغاربة هو الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تمكن من مواجهة الفيروس رغم سلالاته المتعددة، وهي نفس الإجراءات المعروفة من نظافة وتباعد جسدي وغيرها..

+ما هي إجراءات المغرب الصحية بمجرد تسجيل أولى حالاتها في بريطانيا بعد تعليقه رحلاته معها؟

بخصوص إجراءات المغرب، أهمها توقيف الرحلات الجوية مع بريطانيا، وهو أمر طبيعي، لفهم الوضع ودراسة عواقبه، قبل أن يتم التقرير فيما بعد. ورغم الاعتقاد بأن هذه السلالة قد تدخل عبر الرحلات الجوية من بلدان أخرى، إلا أن خطوة المغرب، همت بالأساس البلد الذي يتوفر على نسبة مهمة من المصابين بهذه السلالات، كما أن المغرب لا تربطع رحلات جوية مباشرة مع جنوب أفريقيا، التي تشهد طفرات جديدة.

ما نطالب به هو، أن تكون هناك يقظة جينومية تمكننا، من تبيّن ارتفاع عدد الإصابات في عدد معين أو بؤرة معينة. ونحتاج أن نبحث ونحدد تسلسل الجينوم لهذه الفيروسات. فإذا أصيب شخص تعافى من وباء كورونا للمرة الثانية، فهذا مؤشر مهم لمعرفة إن كانت هناك سلالة ثانية أصابته، ما يعني أنه يجب أن تكون هناك يقظة لتحليل عينات من مناطق مختلفة من المغرب.

+وهل من المتوقع أن تُسجل حالات إصابة بهذه السلالة بعد الإصابات المسجلة في اسبانيا؟

الثابت إلى حد الآن، هو أن السلالة الجديدة تنتشر بسرعة، وهذا ما كشفته مجموعة من الأوراق العلمية البريطانية. وما يتبين أيضا أن هذه السلالة لا تؤثر في تطوير الأعراض الحرجة، ولا تؤثر في تقنية التشخيص التي نقوم بها، كما أنها لن تمس نجاعة وفعالية لقاح “سينوفارم” لأنه جرى تطويره ضد مجموعة من البروتينات وليس بروتين واحد الذي يتعرض لهذه الطفرات، والأمر نفسه بالنسبة إلى اللقاحات الأخرى. ورغم أنها تستعمل هذا الجينوم أو هذا البروتين للتلقيح، أظن أن هناك أجسام مضادة لأماكن متعددة من البروتين، تمكن من أن تحفظ لهذه اللقاحات نجاعتها الكاملة.

ما نذكّر به في مواجهة هذا العدو الذي لا نعرفه، هو الحذر وتعزيز الصرامة خلال الأيام الجارية، لأن التجمعات قد ينتج عنها انتشار سريع لهذا الفيروس، وهو ما عجل باتخاذ قرارات إغلاق المحلات التجارية والمقاهي وأماكن التجمعات، وهذا طبيعي للحد من انتشار الفيروس، بالتزامن مع رأس السنة الميلادية.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.