الشامي: الأمل قائم لإنقاذ كوكب الأرض رغم التقارير العلمية المقلقة
قال أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم (الخميس) في مدريد، إنه على الرغم من التقارير المقلقة الصادرة عن المناخ من طرف العلماء والباحثين، فلا يزال هناك أمل من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وضمان حياة صحية للأجيال القادمة.
وأضاف أحمد رضا الشامي، في عرض قدمه خلال اجتماع نظمه الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة حول موضوع “الانتقال الطاقي.. التحديات وتقاطع الرؤى”، في إطار مؤتمر ( كوب 25 ) الذي تستضيفه إسبانيا (2 ـ 13 دجنبر)، أن جميع التقارير العملية ودراسات وأبحاث العلماء والخبراء في مجال المناخ ” تقر بأن المناخ يتغير جراء النشاط الإنساني”.
ودعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ” إلى رد فعل سريع وعاجل من أجل تجنب الكارثة ” مشيرا إلى أن التقارير العلمية تؤكد أن ” أن 90 مليون مواطن إفريقي سينزحون عن أماكن إقامتهم في عام 2100 جراء التغيرات المناخية كما أن مدنا بأكملها ستختفي تحت المياه ولن تصبح الأراضي الزراعية قابلة للإنتاج “.
وأكد أن “هذه الوضعية قد تقود إلى الحروب وعدم الاستقرار وستكون لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية ” وشدد على ” ضرورة تعبئة جميع الجهات المعنية ومختلف الفاعلين من أجل مضاعفة الجهود في مجال تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تستمر للأسف في الارتفاع “.
وحسب أحمد رضا الشامي فإن ” جميع الدول تعمل في هذا الاتجاه وأحيانا يحالفها النجاح وأحيانا أخرى لا تتمكن من ذلك ” مشيرا إلى أهمية إشراك مختلف مكونات وهيئات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام في مجهود ” تغيير المسار والعمل على حصر الاحتباس الحراري في درجة لا تتجاوز 5 ر 1 درجة مائوية ” .
ودعا إلى ” التفاؤل وانتظار خلاصات وتوصيات مؤتمر ( كوب 25 ) وتلك الخاصة بمؤتمر الأطراف القادم والتي ستكون حاسمة ” لتحقيق أهداف تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن جهته أكد محمد بنيحى الكاتب العام لقطاع البيئة (وزارة الطاقة والمعادن والبيئة ) أن المغرب أخذ منذ البداية على محمل الجد مخاطر وآثار التغيرات المناخية من خلال اعتماد مجموعة من البرامج والاستراتيجيات الطموحة والواعدة وذلك تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وأضاف محمد بنيحى أن ” الطاقات المتجددة توجد في قلب سياسة التنمية التي اعتمدتها المملكة ” مشيرا إلى أن المغرب كان واحدا من أوائل الدول التي قدمت عرضا طموحا وواعدا في مجال المساهمة المحددة وطنيا.
وقال إن المغرب يفي بالتزاماته وتعهداته بموجب اتفاقية باريس وكذا الاتفاقيات الدولية في هذا المجال كما تتقاسم المملكة تجربتها وما راكمته من خبرات مع الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة وذلك في إطار التعاون جنوب ـ جنوب .
وأكد الكاتب العام لقطاع البيئة أن قضية المناخ تحشد جميع مكونات المجتمع المغربي وتشكل أولوية بالنسبة للمملكة.
من جانبه أوضح عبد الرحيم القصري منسق الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة أن مكافحة التغيرات المناخية أضحت ” ضرورة ملحة وهي تكتسي صبغة استعجالية وتفرض انخراط جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في الجهود المبذولة لمواجهتها ” .
وأضاف أن الاحتباس الحراري يسائل الحكومات وصناع القرار السياسي ويدعوهم إلى التحرك بشكل عاجل من أجل تفادي الأسوأ والعمل على إنقاذ الكوكب مشيرا إلى ضرورة التعبئة الشاملة من أجل مواجهة هذا التحدي العالمي .
وأجمع باقي المتدخلين في هذا الاجتماع على أهمية تعبئة كل مكونات وهيئات المجتمع المدني من أجل التحرك والانتقال من القول إلى الفعل والعمل بالتالي على مواصلة الضغط على أصحاب القرار السياسي لرفع مستوى الطموح في الجهود المبذولة لمكافحة تأثيرات التغيرات المناخية .