طبيبة مغربية بأولدنبورغ تكشف سر ألمانيا في احتواء كورونا
عزت جيهان السعيدي، طبيبة مغربية بمستشفى أولدنبورغ بألمانيا، الأربعاء 22 أبريل، سر نجاح ألمانيا في احتواء الفيروس التاجي، إلى تطبيقها لقواعد بسيطة وعادية بالتزام مواطنيها بالحجر الصحي واحترام مسافة الأمان دون الحاجة إلى نظامها الصحي القوي.
وقالت السعيدي، “إن كل ما هنالك أن ألمانيا وضعت قواعد بسيطة احترمها الشعب بمسؤولية كبيرة، لوعيهم التام بخطورة الوباء؛ خصوصا تطبيق التباعد الاجتماعي بشكل صارم، وأن الدولة نهجت سياسة واضحة لمكافحة الوباء ونجحت في تفعيلها، والمواطنون كلهم تجاوبوا مع خطة الدولة وتمكنوا بالتالي من احتواء الفيروس بسرعة”.
وأضافت المتحدثة أن البقاء في البيوت كان أمرا حاسما في تحول انتشار كوفيد19، رغم أن الدولة لم تضع أي قوانين تقيد الحركة بالبلاد؛ ويمكن للجميع الخروج في أي وقت شاء دون مراقبة من السلطات، إلا أن الشعب الألماني عرف من تلقاء نفسه كيف يتصرف في هذه الظرفية، مشيرة إلى أن الألمان بطبعهم غير اجتماعيين، ويقدسون الانضباط والعمل والصرامة، وعندما أشارت الدولة بضرورة الحجر الصحي كان من السهل تطبيقه بعقلانية من طرف الجميع.
وأردفت الطبيبة جيهان، “إن الدولة لم تتوجه حاليا لتخفيف إجراءات الطوارئ، وبما أن استجابة الشعب كانت قوية، فلا أعتقد أن التخفيف سيكون مغامرة، ولاننسى أن الشعب الألماني لم يفرض عليه الحجر الصحي، والجميع يحترم مترين إلى ثلاثة من مسافة الأمان”، مضيفة “أن المصاب بالفيروس يلزم بيته دون الخضوع للمراقبة من طرف السلطات، عكس إيطاليا ودول أخرى، بل تزوده المصالح المختصة بالغذاء”.
وبخصوص العلاج بدواء الكلوروكين، صرحت جيهان أن الدولة لم تلجأ إليه البتة، وإن كان المصاب يعاني ضيق التنفس يزود بالأكسيجين، وفي الحالات الحرجة تستقبله المستشفيات، مؤكدة أن ألمانيا لم تهتم بالدواء ومنشغلة بتطوير لقاح مضاد للفيروس.
وعن تجربتها بألمانيا في ظل الجائحة، أشارت جيهان إلى أنها تساعد المواطنين بما تستطيع، قائلة “رغم أن تخصصي أمراض النساء والتوليد، فإنني أشتغل مع المصابات من هذه الفئة بفيروس كورونا المستجد”، مضيفة “كنا متخوفين من تكرار سيناريو إيطاليا ونفشل أمام الوباء، إلا أن الوزارة وضعت طبيبين أو ثلاثة من كل اختصاص للمساهمة في علاج المصابين بالفيروس، خاصة في مصالح الإنعاش بالمستشفيات الجامعية، التي أشتغل في واحدة منها”.
ويذكر أن جيهان السعيدي طبيبة مغربية متخصصة في أمراض النساء والتوليد، وهي من أصول ريفية، درست الابتدائي بمدينة سطات، وانتقلت لظروف عائلية إلى الرباط لتتابع دراستها الإعدادية والثانوية هناك، وتتمكن من ولوج كلية الطب بالعاصمة، ثم انتقلت إلى بلجيكا وبعدها ألمانيا، وحصلت على الدكتوراه الثانية في برلين بإشراف من الدكتور المغربي الساهولي الذي يشغل حاليا منصب مدير المستشفى الجامعي بالعاصمة برلين.