نادية فتاح العلوي.. وزيرة أكثر القطاعات تضررا تقضي عطلة مدفوعة الأجر!

وسط الأزمة الخانقة والتداعيات السلبية التي أُغرق فيها الاقتصاد الوطني بسبب وباء كورونا، خصوصا قطاع السياحة الذي يعيش انهيارا شاملا، تقضي نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، فترة الحجر الصحي كأنها عطلة مدفوعة الأجر، غير مكترثة لما يجري خلف أسوار منزلها من أزمة وكساد.

وعلى الرغم من تعدد المهام المنوطة بها في الوزارة التي تضم قطاعات متعددة في غاية من الأهمية والحساسية، إلا أنه لم يشهد لها أي خروج أو تحرك مواكب للأزمة الحالية.

فالوزيرة التي جاء تكليفها ضمن حكومة الكفاءات، لم تفرض حضورها كقوة اقتراحية لمواكبة أزمة القطاع السياحي، ولم تقم بأي تحرك يرسم أفقا لهذا القطاع بعد الجائحة، خصوصا أن المهنيين المرتبطين به، سواء بالقطاع المهيكل أو غير المهيكل، يقدرون بالملايين.

ومنذ تدوينتها السماح بترحيل السياح الأجانب العالقين بالمغرب، وتأكيدها أن هذا الأخير لا يتلقى الأوامر من أحد، كرد مبطن على تغريدة الرئيس الفرنسي في “تويتر”، لم تعد نادية فتاح العلوي للظهور مجددا، حتى إنها لم تخصص من وقتها ولو حيزا بسيطا للحديث عن أزمة المغاربة العالقين في الدول الأجنبية، والذين يقدر عددهم بـ 18 ألف، خصوصا أنها ترأس قطاع النقل الجوي، الذي بواسطته يمكن تقديم حلول لهؤلاء المغاربة الذين أصبحوا يتجرعون مرارة التجاهل الرسمي، إضافة إلى مرارة الضغوط النفسية والمادية بالبلدان العالقين بها.

وتفيد المعطيات أن نادية فتاح العلوي، وجدت نفسها مصادفة على رأس وزارة من أكبر الوزارات بالمغرب، خلفا لمحمد ساجد، وبعدها مباشرة حلت ضيفة على المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، قادمة من شركة “سهام” للتأمينات بعدما استقطبها مولاي حفيظ العلمي، وربما كان هذا المسار، الذي يصفه البعض بضربة الحظ، سببا مباشرا في عدم استيعاب الوزيرة لمعنى أدوارها، خصوصا خلال هذه المرحلة، التي يحتاج فيها المواطنون لمن يمضي بهم إلى بر الأمان.

وفي الوقت الذي كان عليها أن تشتغل فيه ليل نهار، لإعداد خطة واستراتيجية عمل لما بعد كورونا، سواء بالنسبة إلى النقل الجوي أو الصناعة التقليدية أو السياحة، هذه القطاعات التي تعتبر من بين مفاصل الاقتصاد المغربي، تقضي الوزيرة فترة الحجر الصحي في بيتها، كأن التدخلات التي تقوم بها لجنة القيادة، المحدثة بتعليمات ملكية، تعفيها من الاضطلاع بمهامه الأساسية.

وفي انتظار خروج الوزيرة المحظوظة من حَجرها أو من “جحرها”، سيظل ملايين المغاربة، في مختلف القطاعات ومنهم المغاربة العالقين بالخارج أيضا، يضعون أيديهم على قلوبهم منتظرين أن تمطر السماء حلولا لأزمتهم، سواء في قطاع السياحة والفئات العريضة المرتبطة به، أو الفئات الهشة في قطاع الصناعة التقليدية، ناهيك عن النقل الجوي والمهنيين المرتبطين به، في ظل تخلي شبه معلن للوزيرة عن مهامها.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.