تفويت صفقة بناء مستشفى ميداني بالبيضاء بـ 4.5 مليار يثير جدلا واسعا

خلق تمرير صفقة بناء المستشفى الميداني بمكتب أسواق ومعارض الدار البيضاء، بمبلغ 45 مليون درهم بطريقة مباشرة من قبل “الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات” إلى وكالة Public Events جدلا واسعا، خصوصا أن الصفقة لم تمر عبر مسطرة طلبات العروض، وأثارت صراعات داخلية بين الوكالات الكبرى في الميدان المعروف بغموضه وعلاقاته الخفية مع كبار المسؤولين.

وأورد موقع “le Desk” في تقرير مفصل حول الواقعة، أن الشركة، التي تعد جزءا من مجموعة “Parthenon Holding”، تشتهر باحتكار هذا النوع من الصفقات في مدينة الدار البيضاء.،والأمثلة على ذلك بحسبه كثيرة، منها صفقات حديقة الحيوانات عين السبع، ومنتدى المدن الذكية والمهرجان الثقافي للمدينة.

وأضاف المصدر نفسه، أن الشركة، التي يسيرها عثمان بنعبد الجليل، عُرفت ابتداء من سنة 2000 بإنتاج برامج تلفزيون الواقع (للا لعروسة، القدم الذهبي.. إلخ)، قبل أن تصبح، على مر السنين، من أكبر المشتغلين في قطاع تنظيم المناسبات (تنظيم المعارض، مظاهرات رياضية..)، وبلغت في المتوسط خلال 10 سنوات على رقم معاملات يصل 50 مليون درهم.

وأشار الموقع، أن محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، كان قد طلب من مختلف المؤسسات والمقاولات العمومية “بشكل مؤقت واستثنائي” بتسهيل إبرام الصفقات العمومية والطلبيات في ظل الوضع الذي يعيشه المغرب، غير أن استشارة ثلاثة أو أربعة فاعلين متخصصين لا يتعارض مع ما جاء به الوزير، إذ لم تكن هذه العملية لتستغرق الكثير من الوقت من الناحية التقنية، ثم إن الطابع الاستعجالي للصفقة لا يبرر، في أي حال من الأحوال، تمريرها بشكل مباشر وبدون فتح طلبات العروض لشركة بعينها.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن وكالة “Public Events”، حصلت على الصفقة كلها (الخيام)، باستثناء المعدات الطبية، أي ما لا يقل، عن 25 مليون درهم من مجموع 45 مليون درهم، وهو ما يكفي لإثارة موجة استنكار عامة، وأيضا غضب المنافسين. ويجد عثمان بنعبد الجليل تبريرات لذلك بقوله، إنه لم يفعل سوى الاستجابة لطلب مستعجل لمجلس المدينة.

وأورد التقرير تدوينة لعضو بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، قالت “لطالما طالبت، بصفتي مستشارة بلدية، بفتح تحقيق حول طلبات العروض المفتوحة في وجه شركات التنمية المحلية، غير أنه، للأسف، توالى العديد من الأشخاص على هذه المنطقة دون أن يحركوا ساكناً بهذا الخصوص. لا يمكننا الصمت وترك أموال دافعي الضرائب أو أموال صندوق مكافحة الجائحة الذي ساهم فيه الملك مرتين بمئات الملايير، والفاعلون الاقتصاديون، المواطنون، والمجتمع المدني. لا يجب استثمار هذه الأموال بهذه الطريقة..”.

وانتقد اثيرون بشدة، جشع الوكالة التي تسلمت 4.5 مليار سنتيم في صفقة تهم مصلحة الشعب، في حين أنها لن تصرف حتى نصف المبلغ في تجهيز المستشفى المؤقت، وذلك في ظرفية تقتضي من الجميع أن يتضامن من أجل تجاوز تداعيات الجائحة

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.