منيب: لهذا فشلت فيدرالية اليسار
منذ سنة 2014، مازالت أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي، لم تحقق بعد هدف الاندماج، والأكثر من ذلك أن خطوة نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، بالانسحاب من التصريح المشترك للمشاركة في الانتخابات، زادت من تعقيد العلاقة بين مكونات الفيدرالية وتهدد بالفشل التام لمشروع الاندماج,
وعن أسباب فشل الاندماج، بعدما يناهز ثمان سنوات من وضعه كهدف للأحزاب الثلاثة، قالت منيب، أمس (الأربعاء)، في برنامج إذاعي، “هناك مشكل أساسي يعانيه الوطن عامة ونحن كذلك، وهو ضعف منهجية العمل، فحتى نشتغل يجب أن تكون لدينا منهجية، وأن نشتغل وفق تراكمات وأن نقيم أين وصلنا”.
وأضافت منيب، من أسباب الفشل أيضا “أننا أضعنا العديد من الفرص فأحيانا لا نتفق حول موضوع، فيتم توقيف الفيدرالية تسعة أشهر أو أربعة أشهر، فأحد المكونات عندما يريد، يوقف الفيدرالية، ثم ننطلق بعدها”.
وعن أنها العائق أمام الاندماج، قالت الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، “قول هذا الكلام سهل لكنه يحتاج إلى ما يثبته، فأنا عندما تكون فترة الستة أشهر التي أتحمل فيها مسؤولية التنسيق أشتغل بكل قوة، وأشتغل حتى عندما يكون التنسيق عند الآخرين”.
المشكل، تؤكد منيب، هو “أننا تحالف أحزاب مستقلة بذاتها، وهذا ما يعطينا قانون الأحزاب في المغرب، لكن بعض الرفاق يرون أنه يجب التسريع بالاندماج فأصبحنا ندخل اجتماعات الهيئة التنفيذية أو التقريرية، فيتم حساب العدد عوض أن نبحث عن التوافقات بيننا كأحزاب مستقلة”، مؤكدة على استقلالية الاشتراكي الموحد، وأن “هذا كتبناها أيضا في أرضية الفيدرالية، فكل حزب يجب أن يقوي نفسه ولا ينبغي أن نكون تجمع لأحزاب فاشلة”.
وقالت منيب: “الاندماج لم يكن محددا في ثلاثة سنوات، ولكنه رهين بإنضاج الشروط، التي أجملتها في خمسة شروط أساسية، أولها أن “نتفق على قراءة نقدية لتجربة اليسار المغربي حتى لا نراكم مزيدا من الفرص الضائعة لأنه ليس لنا الحق أن نفشل، وهذا ما لم يتم بالنسبة إلينا”، وثانيا أن “نحدد المشروع السياسي الذي هو واضح في معالمه الكبرى لكن تفاصيله غير معروفة”.
ثم ثالثا، تشير منيب، أن “نحدد طبيعة التنظيم الذي سنختار، ورابعا تحديد طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون مع المجتمع المدني، وخصوصا مع النقابات، وعلى رأسها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لأن جزء مهم من أعضاء مكتبها التنفيذي، هم أعضاء في حزب المؤتمر الاتحادي، وهذا ليس معيقا لكن يجب أن يكون الوضوح فهل سيكون لدينا حزب يساري برؤية متجددة أم سيكون لدينا حزب “الكدش”، ثم النقطة الخامسة وهي المتعلقة بالنقاش القاعدي”.
ورغم التأخر الكبير في الوصول إلى هدف الاندماج، تؤكد منيب، أن “الأمر لا يقاس بالسنوات ولكن يجب أن نستفيد من التجارب، فنحن اشتغلنا كتحالف أحزاب منذ سنة 2007 وحققنا جانب من الحلم اليساري، وقدمنا ترشيحات بشكل مشترك وهذا إنجاز مهم، ولكن حتى ننصهر يجب أن نزيل إمكانية الانفجار.
وحول ما يقع داخل الاشتراكي الموحد، أفادت منيب، هو أن هناك طرحين، من يقول أنه آن الأوان للاندماج مع حزبي الطليعة والمؤتمر الاتحادي، دون انتظار، لأن القوة العددية ستدفع للتقدم أكثر، وهناك طرح آخر يقول أنه لا يمكن أن نذهب نحو اندماج عددي لأنه يجب أن نحسم في أسس هذا الاندماج.
وأوضحت منيب أن الداعي إلى الانتظار هو أن “هناك اختلافات بيننا، نحن لدينا تيارات الآخرين ليس لديهم، ونحن نعتمد اللامركزية والآخرين يعتمدون المركزية، ولذلك وجب النقاش في كل ما هو فكري وهوياتي، وتقوية الثقة والوعي بالتحولات المستقبلية، ولهذا أردنا بعض الوقت لأن المساءلة ليست في الزربة”.