وزارة الصحة تلقح المغاربة وتلوّحُ بحجرهم!

بينما أكدت تصريحات رسمية لخالد أيت الطالب، وزير الصحة، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن عملية التلقيح التي تباشرها السلطات الصحية تشهد نجاحا مهما، عادت الجهات نفسها إلى التلويح بالعودة إلى تطبيق الحجر الصحي، بمبرر الخطر الوبائي المتصاعد.

ووضع متابعون أسئلة حول هذه المفارقة، لاسيما مع الرهان الكبير على عملية التلقيح، في تجاوز خطر الانتشار الوبائي، ما يسائل فعالية اللقاحات المعتمدة في المغرب، وما إن كان اللقاح وحده كافيا في تجاوز التحدي الوبائي ووصول مناعة القطيع.

ورغم وصول عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للكوفيد إلى 10 ملايين و59 ألف و937، وبلوغ عدد الذين تلقوا الجرعة الثانية إلى 9 ملايين و159 ألف و495 شخصا، إلا أن الخطر مازال محدقا بالمغاربة، ذلك أن السلطات الصحية سجلت اليوم (الجمعة)، 844 حالة إصابة جديدة.

وجوابا عن هذه الأسئلة، أوضح البروفيسور خالد فتحي، الأستاذ بكلية الطب بالرباط والخبير في القضايا الصحية، أنه لا أحد متيقن من أن اللقاح بإمكانه القضاء على المتحور الجديد أو الحد من انتشاره، لذلك فالتركيز على التدابير الحاجزية والالتزام بها ضروري، نظرا لتسارع وتيرة انتشار الوباء، وارتفاع الحالات الجديدة المسجلة.

وأضاف الدكتور فتحي أن “التلويح بالعودة إلى الحجر الصحي، رغم التلقيح مفهوم، بالنظر إلى أن مجموعة من البلدان الأوروبية عادت إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي، رغم تقدمها الكبير في عملية التلقيح، ومنها بلدان بلغت نسب التلقيح بها 60 في المائة، نظرا للتخوفات الكبيرة من المتحور البريطاني”.

وأفاد المتحدث ذاته، أن استمرار التلويح بالعودة إلى الحجر الصحي، رغم تجاوز عدد الملقحين بالجرعة الأولى، عشرة ملايين، مرده إلى مجموعة من العوامل، أبرزها ظهور بؤر المتحور البريطاني “دلتا” بمدن مغربية، إضافة إلى أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة باستحضار مجموعة من المؤشرات.

ومن بين هذه المؤشرات، يؤكد البروفيسور فتحي، بداية عطلة الصيف التي تشهد حركية غير عادية، واقتراب مناسبة عيد الأضحى التي بدورها تعرف تنقلا كبيرا بين المدن. يضاف إلى ذلك، توافد عدد كبير من المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، في إطار عملية مرحبا 2021، لاسيما بعد التسهيلات المهمة المقدمة، ورغبة المهاجرين في العودة إلى أرض الوطن بعد ما يقارب سنتين من الغياب.

واستحضر البروفيسور فتحي، وجود حالة من التراخي الجماعي في الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية، خاصة ارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي، مستحضرا أن كل هذه المؤشرات تشكل أرضية لانتشار الوباء بصورة أكبر، وتزايد معدل تسارع الحالات R0.

وشدد البروفيسور، أنه في حالة لم تتم السيطرة على بؤر المتحور، ومحاصرة انتشار الوباء عبر خفض الحالات الجديدة المسجلة، ستكون إمكانية العودة إلى الحجر الصحي والإغلاق الليلي واردة جدا.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.