الكنبوري: المغرب لعب بذكاء ونقل الأزمة السياسية إلى قلب إسبانيا

تستمر ارتدادات الأزمة ما بين إسبانيا والمغرب، بعد تفجر أحداث الهجرة الجماعية على حدود مدينة سبتة المحتلة، التي شهدت تدفق الآلاف من المهاجرين المغاربة والأفارقة جنوب الصحراء، ذلك أن خلفت انتقادات واسعة للحكومة الإسبانية، ما جعل آراء تذهب إلى أن المغرب وصل إلى مسعاه.

ومن جانبه أكد إدريس الكنبوري، الباحث والمفكر المغربي، أن “المغرب لعب بذكاء مع اسبانيا ونجح”. مشيرا إلى أنه “ربما استفاد من التجربة التركية”، مضيفا بأنه “نقل الأزمة السياسية إلى قلب إسبانيا، وها هي الصحافة الإسبانية تتهم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الاشتراكي، بعدم التأهل للقيادة بسبب سوء تدبير الأزمة مع المغرب”.

وتابع الكنبوري، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أن تستر دولة ديمقراطية، هي إسبانيا، على الهوية الحقيقية لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي ـ كما تعترف الصحافة الإسبانية نفسها ـ “معناه أن إسبانيا هي التي تمارس التلبيس على القضاء الإسباني نفسه، لأن غالي متابع أمام المحاكم الإسبانية بتهم القتل والتعذيب من طرف مواطنين إسبان”.

وحول فضيحة دخول “غالي” إلى اسبانيا، التي استطاع المغرب فك شفراتها، أورد المتحدث ذاته “إما أن يكون دخل بهويته الحقيقية، وهنا يكون للكلام عن الدواعي الإنسانية منطق، وإما أن يكون دخل بهوية متنكرة، وهنا يجب التستر على وجوده أصلا، لا الحديث عن وجوده لدواع إنسانية”، لافتا إلى أن “الحد الأدنى للمنطق السياسي في السلوك الإسباني معدوم”.

وأضاف إدريس الكنبوري عن دخول الاتحاد الأوروبي بطلب من إسبانيا على خط أزمة الهجرة الجماعية، قائلا “اليوم حاول رئيس الحكومة تعويم المشكلة بتصديره إلى أوروبا، والقول بأن سبتة المحتلة تمثل الحدود الأوروبية وعلى أوروبا التحرك”.

وأورد المفكر المغربي قائلا “أنا شخصيا، وبكل موضوعية، أرى أن إسبانيا تلعب بالنار”، مشيرا إلى أنه “عندما يتحدث تنظيم القاعدة أو داعش عن سبتة ومليلية باعتبارهما بقايا “الحروب الصليبية” يراد من المغرب أن يدعم الموقف الإسباني، وعندما يطالب المغرب بحقوقه يتم الرجوع إلى أوروبا … الصليبية”.

وعن رجوع إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي وإعطائها للأزمة مع المغرب بعدا دوليا، أفاد الكنبوري أن ذلك “موقف انتهازي غير مفهوم سوف يعزز الأزمة بدل أن يطفئها ويزرع غياب الثقة”.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سبتة المحتلة شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية تدفق أعداد هائلة من المهاجرين، فيما عملت السلطات الإسبانية على مواجهة الراغبين في الهجرة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وكذا إرجاع ألاف المهاجرين إلى المغرب.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.