تقييم الموسم الجامعي.. عمداء كليات راضون وأساتذة متحفظون
خلال الموسم الجامعي الثاني الذي يمر في ظروف الحجر الصحي، بسبب استمرار تدابير مواجهة جائحة “كوفيد19″، وفي ظل اعتماد صيغ متفاوتة ما بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، تباينت آراء عمداء ورؤساء الجامعات وأساتذة جامعيين.
فبينما كانت آراء العمداء ورؤساء الجامعات إيجابية بخصوص تقييم الموسم الجامعي الحالي، بقيت آراء الأساتذة والطلاب متحفظة عن القول بنجاح الموسم الدراسي، لاسيما في ظل الصعوبات التي فرضها التعليم عن بعد من الناحية التقنية والبيداغوجية.
وفي الوقت الذي قال عمداء بأن الموسم شهد مستويات مشاركة مرتفعة، خصوصا بين طلاب السنة الأولى، الذين لم يعودوا مضطرين إلى السفر من مدنهم إلى المدن الجامعية، وتحمل مصاريف الكراء وغيرها، حتى يتلقوا دروسهم، مستفيدين في ذلك من الإمكانيات التي أتاحها التعليم عن بعد عبر المنصات المختلفة، وباستغلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التراسل الفوري، التي ذللت الصعوبات التواصلية.
ويضيف عمداء أن نسب المشاركة في امتحانات الدورة الخريفية كانت مرتفعة مقارنة بالمواسم السابقة، بينما انخفضت نسب التغيب سواء عن الدروس أو عن الامتحانات، ما جعلهم راضون عن نتائج الموسم الجامعي الحالي، إضافة إلى أن أغلب الأساتذة تمكنوا من إنهاء الدروس الخاصة بهم، بفضل اعتماد التعليم عن بعد أو بفضل المزاوجة بينه وبين التعليم الحضوري، الطريقة التي أبانت عن نجاعتها، حسب العمداء.
ويزداد رضى رؤساء الجامعات عن الموسم الجامعي الحالي، فيما يتعلق بالجامعات ذات الاستقطاب المحدود، خاصة وأن أغلبية الحصص الدراسية بها تمت بطريقة حضورية وفق إجراءات، مما مكن من مرور الموسم في ظروف ملائمة، بينما طرحت صعوبات جمة في مؤسسة التعليم الجامعي ذات الاستقطاب المفتوح، والتي استحال فيها تطبيق نفس الطريقة، بالنظر إلى العدد الكبير للطلاب، حيث تم الاقتصار على التعليم الحضوري فيها بالنسبة لأسلاك الماستر والدكتوراه وبعض الشعب المهنية.
لكن رأي الأساتذة الجامعيون في الموضوع كان مختلفا، إذ أن بعضهم أكد أن الموسم الجامعي لم يكن ناجحا بالصورة التي يرسمها العمداء، وأن تدابير الحجر الصحي واعتماد التعليم عن بعد وإغلاق الأحياء الجامعية، أثر على استمرارية الدروس بالشكل المطلوب.
وأفاد أساتذة جامعيون، أن نسب الحضور سواء خلال الامتحانات أو الحصص الدراسية لم ترتفع، بل ظلت كما كانت عليه في السابق، كما أن الإمكانات المادية المحدودة للطلبة أثرت على قدرتهم على تحميل الدروس، إضافة إلى جودة تغطية شبكة الأنترنيت، وكذا اضطرار الأساتذة إلى الاجتهاد في تغيير الطرق البيداغوجية المعتمدة لتلائم التعليم عن بعد.
وأكد أساتذة أن تقييم الطلاب أثبت أن هناك انخفاضا في المستوى، خاصة وأن الطلاب لم يتمكنوا من متابعة كافة الدروس الجامعية، ولم يعتادوا هذا النمط من التدريس، آملين أن يتم استدراك الأمر خلال الموسم الجامعي المقبل، في حال مروره في ظروف عادية.