وزير الداخلية: “خردالة” تسبب مأساة بيئية بمناطق زراعة “الكيف”

أفاد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن “هناك مأساة بيئية تقع في مناطق زراعة “الكيف” وأبناء المنطقة يعرفون ذلك جيدا”، مشيرا إلى أن “ما سبب في هذه المأساة ليس هو مشروع القانون الذي تتم مناقشته، بل سببها الوضع الحالي الذي ما يزال مستمرا”.

وأشار وزير الداخلية، خلال اجتماع لجنة الداخلية لمناقشة مشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي للاستعمالات المشروعة، أول أمس (28 أبريل)، إلى أنه “حينما كانت العشبة القديمة (في إشارة لما يعرف بالبلدية) كانت تستهلك الماء بشكل أقل وتعطي منتوج، لكن حينما دخلت عشبة “الخردالة” سببت جفاف كل الوديان بالمنطقة، وأنا ابن المنطقة وأعرف ذلك، فهل يجب أن نتركهم يستنزفون المياه؟”.

وأوضح الوزير أن “نقص المياه وجفاف الوديان يوجد بهذه المنطقة بكثرة، مع العلم أنها هي المنطقة التي تشهد أكبر نسبة من التساقطات المطرية سنويا، تقريبا 1000 ملم في السنة”.

وجاء كلام لفتيت في إطار التعبير عن اتفاقه مع تدخلات مجموعة من النواب الذين تحدثوا عن المخاطر البيئية لزراعة القنب الهندي، مشيرا إلى أن تحليلاتهم كانت كما ينبغي لكن عند الوصول للمخرجات يتم الانزياح بها، لافتا إلى أنه “يجب وضع يد في يد من أجل حماية ما يمكن حمايته، ونقوم بما نستطيع القيام به لأن هذه النبتة الجديدة “خرجت علينا”، إضافة إلى أن طريقة الزراعة المستخدمة تهدد البيئة بالمنطقة، وإذا لم نتدخل اليوم لن نجد ما نقدمه في المستقبل”.

ويشدد لفتيت على أن هناك تأخرا في خروج هذا القانون إلى حيز الوجود، مشيرا إلى الوضع يتطلب الإسراع بإخراجه حاليا دون مزيد من التأخر، مستغربا من ربط بعض النواب، في إشارة لنواب “البيجيدي”، بين مشروع القانون والانتخابات، مضيفا أنه لا علاقة بين الاثنين، وعلى من يقول بذلك أن يشرح طبيعة هذه العلاقة أثناء المناقشة التفصيلية.

ونبه وزير الداخلية إلى أن المناقشة التي تجري حول قانون تقنين زراعة القنب الهندي “ليست في صالحنا من مجموعة من الأوجه، فحتى المستثمرين الذين يرتقب أن يقيموا مشاريع في المغرب، سيتم طردهم بهذه الطريقة، لهذا علينا أن نكون منتبهين جدا، فالعالم أصبح قرية صغيرة”.

وتابع لفتيت أن “أوروبا ومجموعة من الدول فتحت أبوابها لهذا النوع من الاستثمارات، فهل علينا أن نبقى متفرجين؟ كان ذلك ليكون منطقيا لو أننا نتوفر على حلول أخرى، لكن الحلول غير موجودة، فهل سنبقى حبيسي المقاربة الأمنية وفقط؟”.

ويشار إلى أن منطقة زراعة القنب الهندي شهدت دخول مجموعة من البذور الجديدة المعدلة وراثيا، والتي تستهلك قدرا كبيرا من المياه، مقابل تقديم حصيلة أكبر للمزارعين، ذلك أنها أصبحت تشكل منافسة قوية للبذور التقليدية، وتشكل خطرا بيئيا كبيرا.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.