دراسة: التعاونيات تأثرت بسبب غياب الحماية الاجتماعية وإقصائها من “انطلاقة”

كشفت دراسة، أنجزها المركز المغربي للدراسات والأبحاث والمقاولات الاجتماعية، أن التعاونيات بجهة فاس مكناس، تأثرت بشكل سلبي من تداعيات جائحة كورنا، وأن هشاشتها تفاقمت بشكل أكبر بسبب غياب انخراطها في نظام الحماية الاجتماعية، إضافة إلى عدم استفادتها من الإجراءات الاستثنائية لبرنامج “انطلاقة”.

وجاءت النتائج التي كشفها المركز المغربي للدراسات والأبحاث والمقاولات الاجتماعية، خلال دراسة أنجزها حول آثار جائحة “كوفيد19″، على التعاونيات بجهة فاس مكناس، بدأت في سبتمبر 2020، وتم تقديم نتائجها الأولية في نهاية مارس 2021، في إطار برنامج “دعم DAAM” للسفارة البريطانية بالمغرب، الذي يهدف إلى تطوير القدرات البحثية والتنظيمية للمجتمع المدني.

الدراسة التي همت 249 تعاونية من جميع الأحجام وفي جميع القطاعات توصلت، وفق ما أكدته أسماء دياني، رئيسة المركز، لصحيفة “أمَزان24″، إلى “تواجد تأثير سلبي للوباء على جميع جوانب إدارات التعاونيات: النشاط الاقتصادي والربحية والموارد الاقتصادية”، مفيدة أن “91 في المئة من التعاونيات التي شملتها الدراسة شهدت انخفاضا كبيرا في حجم معاملاتها وربحيتها، إذ تراوح هذا الانخفاض بين 80 و100 في المائة لدى 41 في المئة من التعاونيات”.

وأفادت دياني، في سياق عرضها لنتائج الدراسة، أن “85 في المئة من هذه التعاونيات أعلنت عن توقيف مستخدميها لعدم توفرها على طلبيات”، مشيرة إلى تدهور وضعية التشغيل كثيرا سواء كان الأمر يخص الأعضاء العاملين أو المستخدمين، مؤكدة أن الوضعية “كانت هشة بالفعل قبل الوباء واستفحلت بعد ذلك بسبب عدم وجود نظام حماية اجتماعية معمم”.

وفي سياق حديثها عن غياب الحماية الاجتماعية، أكدت دياني أن “81 في المئة من التعاونيات التي تم الاتصال بها لا تتمتع بأي تغطية اجتماعية، وأغلب الأعضاء الذين أكدوا توفرهم على هذه التغطية هم منخرطين بشكل فردي من خلال نظام راميد”.

المصدر نفسه، أكد أن “الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها السلطات العمومية (سيما برنامج انطلاقة) لم تخفف من آثار الأزمة على التعاونيات التي لم تستفد منها بسبب المتطلبات المرافقة لهذه الإجراءات، والتي لا تتوفر عليها جل التعاونيات”، كما أن التدابير التي قام بها مكتب تنمية التعاون، “فبالرغم من طبيعتها المستهدفة (دعم التسويق عبر الأنترنيت، مواكبة اعتماد بعض المنتجات…إلخ)، لم يتم تعميمها على جميع التعاونيات”.

وتوصلت الدراسة المنجزة إلى أن تأثير الجائحة على التعاونيات يتفاوت حسب نوعية القطاع والموقع الجغرافي، مفيدة أن “التعاونيات الفلاحية المتواجدة في المناطق القروية والتي غالبا ما تكون صغيرة الحجم استطاعت أن تصمد أمام هذه الأزمة بشكل أفضل”، مفسرة أن ذلك ينطبق على التعاونيات التي تتوفر على أنشطة قابلة للتكييف والتنويع، كما هو الحال لبعض التعاونيات الفلاحية التي توجهت إلى تصنيع أقنعة واقية، وتعاونيات أخرى التجأت إلى إنتاج مواد معقمة.

وقالت الدراسة، “ليس هناك أي تأثير للنوع الاجتماعي على كيفية إدارة الأزمة، فلقد عانت التعاونيات النسائية والذكورية والمختلطة من الأزمة بنفس الطريقة”.

أما فيما يتعلق بالخصوصية المرتبطة بالنموذج التعاوني وتأثيراته على إدارة الأزمات وتطوير آليات لمواجهتها والصمود لها، قالت الدراسة أن “التعاونيات القليلة التي حافظت على التضامن بين أعضائها والتعاون مع أقرانها قبل الوباء كانت قادرة على تفعيل إجراءات تضامنية خلال الأزمة، مما يدل على أهمية زرع وتطوير المبادئ والقيم التعاونية حتى يتم تفعيلها في أوقات الأزمات”.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا البحث يتوخى من خلال النتائج التي توصل إليها “إطلاع الفاعلين المؤسستين على أثار الجائحة على التعاونيات وطبيعة احتياجاتها، وبالتالي تمكينهم من اتخاذ تدابير ملائمة لدعمها للتغلب على الأزمة”، موضحا أن رصد تأثير جائحة “كوفيد19” على التعاونيات تم من خلال تحليل متعدد الأبعاد وعبر تصميم منهجي مختلط (كمي وكيفي).

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.