فيدرالية اليسار: نستغرب تغيير “البيجيدي” موقفه من إنشاء مرآبين بالرباط
استغرب المستشار الجماعي بالرباط عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر الحياني، تغيير العدالة والتنمية ورئيس مجلس الرباط، محمد الصديقي، المنتمي للحزب نفسه، موقفهم من مشروع بناء مرآبين تحت أرضيين بشارع محمد الخامس وسط الرباط، بعدما صوتوا عليه بالموافقة، بعدما توصل الصديقي بمراسلة شديدة اللهجة من محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، تراجع إثرها عن الموقف الأول.
وقال المستشار الجماعي المنتمي للمعارضة منتقدا موقف “البيجيدي”، في تدوينة، يوم أمس (الاثنين)، إن “نقطة إنشاء هذين المرأبين تم اقتراحها من طرف والي الرباط على مجلس المدينة، لمناقشتها أثناء دورة استثنائية للمجلس في يناير الماضي. رئيس المجلس عن حزب العدالة والتنمية راسل الوالي معربا عن رفضه إنجاز المرأبين، إلا أن الرئيس ومستشاري البيجيدي غيروا رأيهم بقدرة قادر أثناء جلسة التصويت وصوتوا لصالح المرأبين”.
وانتقد الحياني بناء المرأبين قائلا أنه “بعد تشويه محطة الرباط المدينة، وتشويه ساحة مولاي الحسن بالمظلات الحديدية، وتدمير المقهى الأندلسي بقصبة الأوداية وتحويله إلى مقهى دون أدنى جمالية، سيتم إطلاق مشروع جديد لإنجاز مرأبين تحت أرضيين بشارع محمد الخامس. المرأب الأول بساحة البريد (ما بين مكتب البريد المركزي وبنك المغرب) والثاني وسط الشارع، ما بين محطة القطار وساحة مسجد السنة”.
وأوضح المتحدث نفسه، أنه “ولإنجاز المرأبين، يلزم إغلاق الشارع مدة 9 أشهر حسب أصحاب المشروع، وهو ما يبدو لي مستحيلا، علما أن المرأب تحت الأرضي بساحة مولاي الحسن استغرق إنجازه ثلاث سنوات حسب ما أتذكر”.
وشرح المستشار سبب رفضه للمشروع موضحا أن “وسط المدينة يتوفر إلى حد الآن على 6 مرائب تحت أرضية (المامونية، ساحة مولاي الحسن، مسرح محمد الخامس، محطة الرباط المدينة، باب الحد وباب شالة) التي نعتبرها جد كافية لحاجيات الزوار وسكان وسط المدينة”.
وأضاف المستشار أن السبب الثاني، هو أن “الزيادة من عدد المرائب يتسبب أوتوماتكيا في الزيادة في عدد السيارات المتوجهة إلى وسط المدينة، لأن السائقين واثقون من وجود مكان لركن سياراتهم. وهو ما يتسبب في زيادة الازدحام المروري في الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة (التي لا يمكن توسعتها بالمرة)، مع ما تتسبب فيه من تلوث للهواء والضجيج وحوادث السير”.
وقال الحياني “وسط مدينة الرباط هو ربما من أكثر الأماكن في المغرب توفرا على وسائل النقل الجماعي (القطار، الترامواي، الحافلات…)، كان من الممكن جعلها منطقة بدون سيارات، كما هو عليه الحال في العديد من المدن الأوروبية، مما قد يكسبها جاذبية خاصة. وهو ما ينعكس إيجابيا على الحركة التجارية للمنطقة (عكس ما يروج له البعض) كما بينت ذلك العديد من التجارب الأوروبية”.
وتابع المستشار قائلا “ابتُلينا مع الأسف، بمسؤولين ومنتخبين لا يقرأون ولا يطلعون على آخر التجارب العالمية، ويعيدون تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبتها مدن عديدة عبر العالم في ستينات وسبعينات القرن الماضي، بتشجيعها المفرط للسيارات في وسط المدينة، وها هي الآن تحاول إصلاح خطأها بتخصيص فضاءات شاسعة بوسط المدن للراجلين، وفرض الأداء على السيارات التي توَد دخول وسط المدينة (لندن وميلانو وأوسلو مثلا)، والاستثمار المكثف في وسائل النقل العمومي وممرات الدراجات. بينما نحن نمشي عكس التيار”.
وأنهى المستشار تدوينته قائلا “أعرف أن العديد من المسؤولين بالرباط يقرؤون تدويناتي، لذلك أنصحهم بقراءة كتاب The Happy City الذي يروي تجارب ناجحة حولت مدن متخلفة وبئيسة إلى مدن ينعم سكانها بالسعادة، وأحسن مثال عن كيف حوَلEnrique Peñalosa عمدة مدينة Bogota الكولمبية إلى أحد أحسن المدن بأمريكا الجنوبية، بعدما كانت جحيما غارقا في المشاكل”.
جدير بالذكر، أن موقف “البيجيدي” تغير بعد المراسلة التي وجهها الوالي للعمدة الصديقي، والتي طلب فيها منه الالتزام بصلاحياته وذلك بعدما أقحم الملك في رفضه للمشروع، وشرحت المراسلة نفسها أن المدينة بحاجة إلى المرأبين وأنه مداخيلهما ستستفيد منها الجماعة، وأن الطموح لا يجب أن يقتصر على المرآب الموجودة، خاصة والمكانة التي تحتلها مدينة الرباط باعتبارها عاصمة المملكة.