عشية رمضان.. إقبال ضعيف على اقتناء الملابس التقليدية
عشية شهر رمضان المبارك، لا يتدافع أهل الدار البيضاء كالعادة أمام باعة الملابس التقليدية. ويبدو أن التجار في ساحة مولاي يوسف في حي الحبوس، حيث يقبل الزوار عادة على شراء الجلالب والجبادور والكندورات أو البلاغي التقليدية، يواجهون صعوبة في بيع سلعهم.
وتتيح جولة في هذا السوق العتيق للعاصمة الاقتصادية، إمكانية الوقوف على واقع تغير مع قدوم جائحة كورونا، التي صارت معدلات الإصابة بها سريعة وأكثر حدة، وسيطرت هواجس لدى معظم الناس صار معها نادرا الاستسلام للنفقات “غير الضرورية”.
في مثل هذا الوقت، كانت الطلبيات تغمر محلات الخياطة وبائعي الملابس التقليدية الذين يضطرون أحيانا إلى تسليم الملابس خارج الوقت المحدد لزبنائهم، ويتجاوزون أحيانا موعد عيد الفطر الذي يسدل الستار على شهر الصيام.
وقال عبد الرحيم، بائع للملابس الجاهزة للرجال والنساء بحي الحبوس: “نشعر بتدهور في السوق بسبب القدرة الشرائية المحدودة جراء الأزمة الصحية”؛ مشيرا إلى أنه في الأوقات العادية “يمثل الشهر الكريم حوالي 25 في المئة من رقم المعاملات السنوي”.
وأضاف: “غالبا ما كنت أجد صعوبة في قبول جميع الطلبيات في هذا الشهر الفضيل خلال الأوقات العادية، حتى أنني كنت أضطر إلى تكليف زملائي ببعضها”. هكذا إذن سيخسر العديد من الباعة رقم معاملات لا يستهان به يوفره زبناء أسخياء يظهرون بشكل موسمي بهذه الطريقة مرة أو مرتين في السنة.
وأشار عبد الرحيم إلى أن “الناس لا يتوافدون الآن كما في السابق. في ما مضى، كنا نحصل على ثلاث إلى خمس طلبيات من نفس الشخص في رمضان. أما الآن فيتردد الزبناء طويلا قبل القيام بعملية الشراء”، مضيفا أن “هذا الوضع لم نعد بالإمكان تحمله”. وفي السياق ذاته، أوضح علي، بائع الملابس الجاهزة التقليدية بمتجر في نفس الساحة، أنه كان يتلقى عددا كبيرا من الطلبيات خلال الأسبوعين اللذين يسبقان شهر رمضان.
وعبر هذا البائع الذي كان يحقق دخلا يوميا مهما في السابق، عن الأسف لكون “رمضان يقترب بسرعة، لكن المبيعات قليلة جدا”، مضيفا أن “هذه الأوقات صعبة حقا. ليس من السهل العمل حاليا دون أن تكون قادرا على تلبية الاحتياجات الأساسية”. من جانبهم، تطرق بعض الزبناء القلائل في عين المكان إلى الأوضاع الاقتصادية والصحية أيضا. وقالت رشيدة، التي نادرا ما تغادر منزلها بسبب الوباء: “نحن في حالة عدم يقين كاملة، ولهذا السبب أقوم بتقليص نفقاتي إلى الحد الأدنى ولا أقتني سوى الضروريات”.
“لا نعرف متى سينتهي هذا الوباء” تتساءل هذه السيدة الأربعينية. لقد تسببت الإجراءات التقييدية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار كوفيد-19 في أن يتبنى الكثير من الناس سلوكات احترازية للبقاء بعيدا عن الإصابة بالفيروس. وتابعت “مع ذلك، سأحاول تخصيص ميزانية صغيرة لشراء قفطان عشية عيد الفطر من أجل دعم التجارة المحلية”، مضيفة أنها لا تستطيع العيش فوق ما تتيحه إمكانياتها.