ما المقابل الذي ستطلبه إسرائيل للاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه؟

بينما تقدم المغرب خطوات في اتجاه إعادة العلاقات مع إسرائيل، برعاية من الإدارة الأمريكية، من خلال قبوله عودة العلاقات وفتح مكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، أعادت صورة بنيامين نتنياهو، أمام خريطة المغرب المبتورة النقاش إلى نقطة الصفر، بعدما تعمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن يمرّر رسالة، مفادها أن بلاده لم تعترف بعد بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية.

وعلى الرغم أن بعض التفسيرات، قالت إن ذلك كان سهوا، من دولة كل خطواتها دقيقة ومدروسة، فإن الصورة الملتقطة من فيديو لبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وهو يتحدث عن المغرب، بعد مكالمة جمعته مع الملك محمد السادس، فتحت الباب على مصراعيه أمام التأويلات، ذهب أغلبها إلى التأكيد على أن إسرائيل تطالب بمقابل أكبر، لتعترف للمغرب بسيادته على الصحراء، على الرغم من أن المغرب رفض أن يتم اعتبار الإعلان الثلاثي الأخير، مقايضة بين الرباط وتل أبيب.

وإذا كانت أمريكا اعترفت بالسيادة المغربية على كامل التراب الوطني، مقابل أن يعيد المغرب علاقاته مع حليفها الأكبر بالشرق الأوسط، إسرائيل، فإن هذه الأخيرة قد تطمح إلى مكاسب أكبر، من أجل أن تقدّم اعترافها بالصحراء المغربية، على الرغم من أن خطوة المغرب في اتجاه “تطبيع” العلاقات، تعدّ مكسبا كبيرا لدولة إسرائيل.

وتذهب بعض الآراء، إلى أن صورة الرئيس الإسرائيلي، جاءت ردا على الاستقبال الذي وصف بالباهت للوفد الإسرائيلي، الذي زار الرباط لتوقيع الاتفاق، على الرغم من الاستقبال الذي حظي به في القصر الملكي، إضافة إلى تأكيد المغرب، على أن الاتفاق لن يضر مصالح الفلسطينيين، وإعلانه التشبث بالدفاع عن قضيتهم، باعتبار الملك محمد السادس، هو رئيس لجنة القدس، الأمر الذي جعل الإعلام الإسرائيلي، يمارس ضغطا لانتزاع مكاسب أكبر من المغرب.

وحمل ظهور الرئيس نتنياهو أمام خريطة مبتورة للمغرب، مباشرة بعد مكالمته مع الملك، رسائل سلبية للمغاربة، بعضهم ربطه بتفاعلات المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي، وخرجات بعض قياديي الأحزاب الرافضة الخطوة، فضلا عن مضمون خرجة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة في قناة “الجزيرة”. ومن جانب آخر، فإن تأكيد نتنياهو على دفئ المكالمة التي جمعته مع الملك محمد السادس، وعلى عزم المغرب إرسال وفد لإتمام فتح مكاتب الاتصال، وعودة العلاقات بين البلدين، يدل على أن المفاوضات مازالت مستمرة، وربما تحمل مفاجآت في الأيام المقبلة.

ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، سبق أن أشار في حوار سابق، أن المغرب لم يعد يكتفي بمجرد رفض الدول الاعتراف بالكيان الانفصالي، وإنما أصبح يطالب بخطوات عملية تعبر عن هذه المواقف، ما أفرز سياسة فتح القنصليات والتمثيليات بالأقاليم الجنوبية، ما يعني بحسبه أن الموقف الإسرائيلي من الملف المغربي، مازال متأخرا بشكل كبير، وأن ذلك سيزيد من توجس الرباط التي تطالب هي الأخرى بمكاسب أكبر.

ومن المتوقع أن تسفر المفاوضات المستقبلية وعودة العلاقات، على انتزاع المغرب الاعتراف الإسرائيلي بسيادته على أقاليمه الجنوبية، لكن ذلك سيكون قد يكون مقابل تنازل إضافي من المغرب، فما المقابل الذي ستطالب به إسرائيل هذه المرة؟

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.