ميدالية “الناسا” لكمال الودغيري
منحت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا ) ميدالية “الخدمة الاستثنائية” المرموقة، للعالم المغربي كمال الودغيري ، عرفانا بإنجازاته المتواصلة وإسهاماته المتعددة في مشاريع وبرامج الوكالة الرائدة في مجال الاستكشافات الفضائية.
وحصل السيد الودغيري الذي يمتد مساره المهني داخل “ناسا” إلى عقدين، هذه السنة، على خمس جوائز للامتياز حسب الفرق والتي تمنحها الوكالة عربونا على أهمية العمل الجماعي في نجاح مهام البعثات الفضائية.
وقد ساهم كمال الودغيري في العديد من المشاريع الدقيقة لوكالة ناسا مثل مختبر الذرة الباردة ( سي أي إل)، كما لعب دورا رئيسيا في العديد من المهمات الفضائية، وخاصة تلك المتعلقة بالمعدات الاستكشافية للمريخ ،”كيريوزيتي ” ، “روفرز”، ” سبيريت”، و”أوبورتينيتي”، والمهمة الدولية “كاسيني” التي استهدفت كوكب زحل ، ومهمة القمر “غرايل”، ومهمة “جونو” بشأن كوكب المشتري.
وحاليا ، يتولى العالم المغربي الإشراف على مجموعة الرادار الكوكبي والراديو في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، وتركز أبحاثه على التوصيف الجوي العالمي.
وقال السيد الودغيري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “أعمل عن كثب مع علماء من مراكز ناسا المختلفة في مجالات الاتصالات وعلوم الراديو والرادار وتقنيات الكم لتطوير الجيل القادم من المركبات الفضائية والبنية التحتية الأرضية الضرورية لدعم أهداف بعثات الفضاء البشرية والروبوتية المستقبلية التابعة لناسا”.
ونال السيد الودغيري خلال مسيرته المهنية داخل وكالة الفضاء الأمريكية المرموقة على العديد من الجوائز التقديرية، فضلا عن 39 جائزة للتميز حسب الفريق ، مما يجعله رسميا أحد أكثر المتوجين من طرف “ناسا” خلال العشرين سنة الماضية.
وفي سنة 2017 ، حصل العالم المغربي على “جائزة قيادة الأفراد” التي تكرم المهارات القيادية المتميزة الضرورية لاستمرار نجاح مهام الاستكشاف التابعة لناسا.
ولايخفي العالم المغربي المقيم حاليا في سانتا مونيكا (ضواحي لوس أنجلوس) تعلقه وارتباطه الوطيد ببلده الأم، المغرب، ويستحضر بفخر واعتزاز توشيحه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوسام العرش سنة 2012.
يقول الودغيري الذي لم تزده الجوائز المرموقة التي نالها والمهام الرفيعة التي أنجزها، إلا تواضعا “عند الحديث عن تجربتي، ينصرف قصدي في المقام الأول الى إعطاء الشباب المغاربة جرعة أمل ، وفي نفس الوقت، إيصال رسالة مهمة إليهم مفادها أن التواضع فضيلة وأن الشخص يتوقف عن التعلم حين يحيد عنها”.
ولعل هذه الرغبة وهذا الحس الوطني هو ما يفسر التزام كمال الودغيري بإدارة حدث علمي وتكنولوجي هام ستنظمه السفارة الأمريكية بالرباط في نونبر المقبل.
ويتعلق الأمر ب”مهرجان مونشوت المغرب للشباب”، وهو حدث يتم تنظيمه بمناسبة الذكرى الخمسين لأول هبوط على سطح القمر في رحلة “أبولو 11” يوم 20 يوليوز 1969.
ويشمل هذا الحدث تنظيم سلسلة من الأنشطة الكفيلة بتشجيع الشباب المغربي على الإقبال على العلوم والتكنولوجيا لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهارات القيادة لديهم.
وسينظم “مهرجان مونشوت المغرب للشباب” في الفترة من 16 إلى 18 نونبر القادم بالدار البيضاء، حيث ينتظر أن يستفيد منه أزيد من 5000 طالب مغربي.
وأشار السيد الودغيري في هذا السياق ، إلى أنه يعتزم إلقاء ثلاث محاضرات أيام 16 و17 و18 نونبر حول موضوع “رحلتي من الأرض إلى المريخ وما بعده”، ستتطرق إلى الدروس المستفادة على متداد تجربته الطويلة داخل ناسا والتي ساهم خلالها في نجاح العديد من المهمات الفضائية الدقيقة وبالبالغة التعقيد.