دول “شنغهاي” تسعى للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي
قررت الدول الثماني الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ومنها الصين وروسيا والهند، اعتماد عملاتها المحلية بدل الدولار الأمريكي في تبادلاتها التجارية واستثماراتها الثنائية وإصدار سنداتها، ما يضع حدا لسنوات من الهيمنة الأمريكية على التجارة والذهب والنفط في العالم.
وبحسب “جريدة اندبندت”، فإن الدول الأعضاء بقيادة روسيا في شنغهاي تستعد للتوقيع على اتفاق التجارة والاستثمار في العملات الوطنية للدول الأعضاء، في الوقت الذي تواجه في الولايات المتحدة الأمريكية التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا.
وبحسب تقارير فإن الاستثمار بين الدول الأعضاء في المنظمة الإقليمية الأكبر في العالم من حيث التغطية الجغرافية والكثافة السكانية، سيعزز الاستثمار المتبادل ويضعف قيمة الدولار الأمريكي، لذلك يضم مؤثمر المنظمة في موسكو ممثلي وزارات المالية والبنوك المركزية، في الصين والهند وروسيا وباكستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران وأفغنستان وبيلاروسيا ومنغوليا.
وتسعى الاقتصادات الكبرى؛ الصين وروسيا والهند وتركيا وإيران، التي أنهكها الحصار الأمريكي، إلى خلق أدوات تجارية بديلة وتجنب استخدام عملة العالم الأولى، نظرا للطريقة التي تراقب بها أمريكا جميع المعاملات التي تعتمد الدولار، إضافة لرغبة الدول الأعضاء في التغلب على العقوبات التي تضعف تجارتها.
ويمكن لتركيا وروسيا حماية شركاتهما والاستقلال عن الدولار الأمريكي باستعمال عملاتهما الوطنية في التجارة الثنائية، ويرجع ذلك إلى أن الليرة التركية خسرت 44 بالمائة من قيمتها في عام 2018 بسبب مشاكل في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحدث نفسه تكرر مع الروبل الروسي.
والأمر ذاته ينطبق على الهند التي فرضت عليها أمريكا عقوبات بسبب استعمال الروبية في بيع النفط لإيران قبل تشديد العقوبات عليهما معا، ويتوقع أن تستمر المبادلات التجارية بين نيودلهي وطهران بعملاتهما المحلية، بتحديد بنكي “UCO” و”IDBI” لتوجيه الدفع؛ نظرا لعدم وجود انكشاف لهما على النظام المالي الأمريكي، ويتوقع تطور مثل هذه البنوك ونموها للخروج من هيمنة العملة الأمريكية، بالإضافة إلى دعوات من الصين لتخفيف الاعتماد على الدولار.
وسبق للرئيس الفرنسي ماكرون أن أظهر قلقه بشأن الدولار الأمريكي بشكل صريح سنة 2018 حينما قال إن الشركات والمؤسسات الأوروبية تعتمد كثيرا على العملة الأمريكية، وأضاف معلقا، “هذه مسألة سيادة بالنسبة إلي، ولذلك نعمل مع مؤسساتنا المالية في أوروبا ومع جميع الشركاء لنكون أقل اعتمادا على الدولار”.