لطيفة مفتقر.. جندية الظل التي تدير معرض الكتاب بحنكة ربّات البيوت
امرأة استثنائية وخدومة، وإنسانة تواصل لا تفارق الابتسامة محياها.. هكذا هي لطيفة مفتقر مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب. تراها وهي تتجول بأروقة المعرض تنصت للجميع وتجيب عن أسئلة الجميع، وتسهر على سير الأنشطة بهمة وحيوية ونشاط. مفتقر سيدة تقدر مجهودات من يشتغلون معها وتعتبرهم زملاء أكثر من مرؤوسين، هكذا أوجز وصفها أحد موظفي وزارة الثقافة والشباب والرياضة.
لطيفة مفتقر، التي تشغل منصب مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بقطاع الثقافة، امرأة بمسار أكاديمي ومهني حافل بالإنجازات، جعل تقلدها مهمة مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الـ 26، استحقاقا يضاف إلى سابق إنجازاتها.
ابنة الرباط الوفية لمدينتها
بمدينة الرباط فتحت لطيفة مفتقر عينيها أول مرة بالحي الإداري، ولم تغادر المدينة إلا لِماما طيلة حياتها. فيها درست واشتغلت وكوّنت أسرتها، وبها قضت وتقضي معظم أوقاتها. إلى جانب مهامها بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، لطيفة مفتقر ربة بيت متميزة وأم لطفلة وطفل يبلغان من العمر 17 سنة و14 سنة على التوالي، فهي ببساطة سيدة ببيتها وإطار كفء بوزارة الثقافة، وتزاوج بين المهمتين بمثالية عالية.
في المدينة نفسها تابعت لطيفة مفتقر دراستها وتقلدت أغلب مهامها الإدارية، حيث بدأت مسارها الدراسي من المدرسة الابتدائية طارق ابن زياد بالحي الإداري بالرباط، وولجت بعدها الثانوية الإعدادية دار السلام، والتحقت فيما بعد بالثانوية التأهيلية دار السلام بالرباط.
فور إنهائها دراستها الثانوية، اختارت لطيفة مفتقر المعهد الوطني لإعداد التراب والتعمير بالمدينة ذاتها، فبدأت فيه مسارها الجامعي، لتحصل منه على الشهادة العليا في التهيئة والتعمير، ثم انتقلت بعدها إلى المعهد العالي للإدارة والمقاولات “ISCAE” بالرباط، لتحصل منه على شهادة الماستر في الإدارة العمومية.
ثلاثة عقود من العطاء بوزارة الثقافة
مسارها الأكاديمي، كان كفيلا بأن يجعل أقدام لطيفة مفتقر تدخل وزارة بسهولة كبيرة، لتراكم فيها مسارا حافلا على امتداد 25 سنة من تقلد المسئوليات، بعدما انطلق مشوارها المهني بالوزارة سنة 1995 من المديرية الجهوية للوزارة بالرباط، كمسئولة على خلية خاصة بالمحافظة على التراث الثقافي بالجهة. التحقت بعدها بقسم التعاون بوزارة الثقافة، واشتغلت فيه كرئيسة لمصلحة التعاون الدولي، إذ قضت بها مدة سبع سنوات، كما شغلت كذلك مهمة رئيسة قسم التعاون بالنيابة لمدة ثلاث سنوات.
بعدها التحقت بالمديرية الجهوية لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، كمديرة جهوية، وقضت بها أيضا مدة ست سنوات، عملت خلالها على تتبع جميع المشاريع الكبرى بالمدينة، خصوصا المشاريع التي تندرج في إطار البرنامج الملكي “الرباط مدينة الأنوار”. مسارها الطويل من المهام جعل اسمها بارزا بالوزارة، ليتم تعيينها خلال شهر ماي من سنة الماضي مديرة للكتاب والخزانات والمحفوظات.
مهندسة معرض الكتاب
تقف لطيفة مفتقر، باعتبارها مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بالدار البيضاء في دورته الحالية، وراء العديد من مظاهر النجاح، التي تجعل من هذه النسخة مختلفة عن سابقاتها، من خلال برنامج متميز ومنفتح على أبعاد ومستويات مختلفة، وبإضافات نوعية جعلت من المعرض نسخة استثنائية هذه السنة.
فبالإضافة إلى فترة الإعداد التي استمرت لأشهر في المكاتب بالرباط، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية والوقوف عند الترتيبات والاستعدادات أولا بأول، ترافق مفتقر وزير الثقافة والشباب والرياضة باستمرار خلال أنشطة المعرض، وتستقبل الشخصيات والوفود، كما تحضر بشكل شخصي مختلف أنشطة المعرض؛ من ندوات وأمسيات شعرية، لتضفي أهمية على تلك الأنشطة وتشكر وتهنأ المشاركين فيها.
تتجول لطيفة مفتقر كل أرجاء المعرض بشكل دائم، وتزور مختلف الأروقة لتفقد أجواء المعرض ومدى سير الأمور وفق ما هو مخطط له. مفتقر جندية الخفاء، ومهندسة المعرض الدولي للنشر والكتاب، فهي الإنسانة التي تشتغل في الظل، مكرسة كامل الوقت والجهد لتكون بمثابة اليد الطويلة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب.