الرقمنة واللغات والتعلم عن بعد.. هذه أهم مفاجآت نظام البكالوريوس
يبدأ العمل مع مطلع الموسم الدراسي المقبل، بنظام جديد، اختارت له وزارة التعليم اسم نظام البكالوريوس.
وجاء هذا النظام بمجموعة من المستجدات، من اعتماد التعليم عن بعد إلى الرقمنة ثم إجبارية ضبط اللغات وكذا مجموعة من الإجراءات المختلفة عن النظام الحالي.
وستصبح سنوات الدراسة بالجامعة مكونة من أربع سنوات بدل ثلاثة، ومن ثمانية فصول بدل ستة، وتسمى السنة الأولى سنة تأسيسية والثانية تسمى الجذع المشترك، أما السنة الثالثة فهي التخصص، والسنة الرابعة من أجل تعميق التخصص.
ويعتبر التعليم عن بعد، من بين أهم الإضافات الجديدة التي جاء بها هذا النظام، وذلك على شكل ورشات وباستعمال منصات إلكترونية بتأطير من أساتذة الوحدات المعرفية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تنويع أساليب التدريس و طرقه من خلال التعلم الحضوري وعن بعد وبالتناوب، كما تنص مضامين نظام البكالوريوس الجديد على تعزيز استعمال “الرقمنة” كوسيلة بيداغوجية للتعلم، ولاسيما في إطار التكوين عن بعد باعتباره مكملا للتعليم الحضوري، ما يستدعي تطوير بيداغوجيات مبتكرة.
ومن بين القدرات الرقمية التي ستصبح مطلوبة للاندماج المهني: إدماج لغة “الرقمنة coding” في التعلمات باعتبارها ضرورة ملحة لمهن المستقبل و سوق الشغل، حيث سيصبح لزاما على خريجي الجامعات إتقان القدرات الرقمية.
بالإضافة إلى ما سلف، يركز النظام الجديد على اللغات الأجنبية بشكل كبير، من أجل تأهيل الطلبة قصد الحصول على الإشهاد، حيث سيصير إشهاد الكفاءة اللغوية بمستوى “B2” شرطا أساسيا للحصول على دبلوم البكالوريوس في جميع المسالك.
ويتيح هذا النظام للطالب إمكانية إعفائه من متابعة الدراسة في وحدة اللغة، إذا استطاع أن يثبت مستوى جيدا فيها بعد اجتيازه اختبار “التموقع اللغوي”، ما يتيح له فرصة التسجيل في لغة أجنبية أخرى.
ويعتمد هذا النظام ما يسميه طريقة في التقييم المرن، تتيح إمكانية الحصول على شهادة البكالوريوس، خلال مدة قد تقل عن أربع سنوات، وذلك حسب قدرات وإمكانيات الطالب في تحصيل جميع الأرصدة القياسية الضرورية من خلال (دورات صيفية منظمة للغات، للمهارات الحياتية والذاتية، للمشروع المؤطر).
وعوض ما هو معروف بالبحث الجامعي في النظام الحالي، سيكون “المشروع المؤطر”، والذي يمكن إنجازه بطرق متعددة إما من خلال: تدريب مهني، دراسة ميدانية، دراسة تحليلية للوثائق، وكذلك مشروع لإحداث مقاولة…
وخلافا للنظام الحالي، سيصبح الطالب قادرا على استيفاء الوحدات عن طريق “المعاوضة compensensation” خلال الفصل أو السنة، كما سيصبح بمقدور الطالب إعادة التسجيل أكثر من مرة في الوحدة غير المستوفاة.
ويعمل هذا النظام أيضا على تسهيل إمكانية التوجيه للطلبة، حيث ستكون السنة الأولى مشتركة بين الجميع ثم السنة الثانية ستكون عبارة عن جذوع مشتركة ليتم في السنة الثالثة تحديد التخصص، أما السنة الرابعة فستكون من أجل تعميق التخصص، وفي حال الانتقال يحتفظ الطالب بالأرصدة الجزئية التي حصل عليها فيما قبل.
وسيوفر نظام البكالوريوس تدريبا اجتماعيا للطالب، من خلال تحفيز انخراطه في إطار وحدات CIVIC SKILLS في عمل ميداني مدته لا تقل عن 30 ساعة، يختار فيها الطالب مجال التدخل ومكانه، وسيكون ذلك عبارة عن أنشطة تطوعية في شتى المجالات الحياتية والعلمية.