في الوقت الميت.. المعارضة تستعد لتقديم ملتمس الرقابة وسط انتقادات
بينما تشارف الولاية الحكومية على الانتهاء، بعدما تم الإعلان عن موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وفي وقت سبق للمعارضة أن تراجعت عن تقديم ملتمس الرقابة لإسقاط الحكومة عدة مرات خلال هذه الولاية، تؤكد مصادر متطابقة أن المعارضة البرلمانية تستعد خلال هذه الأيام لتقديم ملتمس رقابة ضد حكومة العثماني في آخر عمرها.
وأكدت المصادر أن موقف تقديم ملتمس الرقابة لإسقاط الحكومة تبلور لدى المعارضة، بعدما قرر فريق العدالة والتنمية التصويت ضد قانون تقنين زراعة القنب الهندي، الذي تقدمت به الحكومة التي يرأسها الحزب نفسه، مما أكد غياب الانسجام الحكومي ووجود العثماني بدون أي دعم من فريقه.
وتسعى فرق المعارضة، الممثلة في حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، وحزب التقدم والاشتراكية، لإسقاط حكومة العثماني، بعدما سبق لملتمس الرقابة أن راج أكثر من مرة في اجتماعاتها، إذ سبق لعبد اللطيف وهبي، أمين عام حزب “البام”، أن عبّر عن حماسه لتقديم الملتمس أكثر من مرة لولا تحفظ نبيل بنعبد الله ونزار البركة.
وتريد أحزاب المعارضة الاستفادة من حالة الشتات وعدم الانسجام التي تعيشها حكومة سعد الدين العثماني، والتي وصلت حدها خلال التصويت على مشاريع قوانين الانتخابات، وكذا مشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي، إذ أصبح حزب “البيجيدي” يعيش عزلة سياسية، من طرف أحزاب المعارضة والأغلبية معا.
وخلف خبر استعداد المعارضة لتقديم ملتمس الرقابة ضد الحكومة انتقادات واسعة، ذلك أن يتزامن مع ظرفية دقيقة يعيشها المغرب، مطبوعة بأزمات دبلوماسية وصراعات خارجية، إضافة إلى أن العمر المتبقي في رصيد هذه الحكومة قصير، كما أن هناك من رأى أن إسقاط الحكومة في هذا الوقت في “مسيرة زروال” ثانية لإعادة الحياة لحزب العدالة والتنمية وإعطائه الشرعية من جديد.
وتعليقا على الموضوع، أكدت ابتسام عزاوي، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، رفضها لملتمس الرقابة، قائلة: “محطات عديدة كانت تستوجب وضع ملتمس للرقابة ضد الحكومة ولم يتم القيام بهذا الأمر.. أما الآن ونحن أمام أسابيع معدودات تفصلنا عن الانتخابات وفي ظل مناخ متوتر إقليميا… ونحن في مرحلة لها خصوصياتها على أكثر من مستوى… فلا فائدة ترجى من هذا الأمر”.
ومن جهته أوضح عمر الشرقاوي، أستاذ القانون الدستوري، “أن المعارضة تتحرك والاتصالات جارية بين أحزاب المعارضة لإعلان ملتمس رقابة للإطاحة بحكومة العثماني”، مضيفا “باختصار إنها مسيرة ولد زروال يا سادة، معارضة تريد أن تسقط حكومة في الربع ساعة الأخيرة من عمرها. كنت اقولها دائما يوشك “البيجيدي” على رأس كل انتخابات على السقوط حتى يبعث لهم من الزرواليين من يمدد في عمرهم لولايات أخرى”.
وأورد المتحدث نفسه “لنفترض أن المعارضة نجحت في إسقاط الحكومة بملتمسها فهذا لن يكون إلا في صالح طرفين، إسبانيا التي ستستفيد من دخول المغرب في أزمة سياسية ودستورية، والعدالة والتنمية الذي سيستثمر إطاحته في لعب دور الضحية. تعقلوا يا قادة المعارضة فالوقت ليس وقت هزل ومغامرات”.