المغرب يهيّئ مكتبه بإسرائيل لاستقبال خلف الغفراني (صور)
يستعد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لإعلان هوية مدير مكتب الاتصال المغربي بإسرائيل، الذي سيخلف الدبلوماسي المغربي، طلال الغفراني، السفير السابق، الذي كان مسؤولا عنه، إلى أن تم إغلاقه سنة 2000.
وعلى الرغم من التحفظات الدبلوماسية، فإن مصادر رفيعة، أسرّت لصحيفة “أمَزان24″، أنه إلى حدود اليوم (الأربعاء)، لم تحسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بعد، اسم الدبلوماسي الذي سيكون على رأس مكتب الاتصال المغربي بتل أبيب، خلافا لإسرائيل التي أعلنت وسائل إعلامها قبل أيام، تعيين الدبلوماسي دافيد جوفرين، على رأس مكتب اتصالها بالرباط.
أولى خطوات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في هذا الشأن، إعادة تهيئة بناية مكتب الاتصال المغربي بإسرائيل، وهي المهمة التي كلفت بها لجنة تقنية وفنية، طارت إلى تل أبيب، مباشرة بعد توقيع الاتفاق الثلاثي، الذي نصّ على إعادة فتح مكاتب الاتصال في البلدين، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة. وعادت منها قبل أيام، بعدما انطلقت الأشغال في المكتب، ووقفت على التفاصيل الدقيقة الخاصة بعملية الترميم والتهيئة. وينتظر أن يصبح بعد أيام في حلته الجديدة، بلمسة مغربية خالصة.
ووفق مصادر صحيفة “أمَزان24″، فإن الوفد التقني المغربي، المكون من أطر بوزارة الخارجية، حظي بحفاوة استقبال اليهود المغاربة المقيمين بإسرائيل، الذين دعوا أفراده إلى ولائم مغربية، منها الكسكس والطاجين والشاي المغربي، ووقف بدوره على عملية إعادة تهيئة البناية المكونة من أربعة طوابق، بمساحة 600 متر مربع، والتي تضم أيضا مقر السفارة البلجيكية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن المغرب، أصرّ على إعادة تهيئة هذه البناية، لأنها أصبحت غير صالحة للاستخدام، لكن المغرب استمر في دفع سومتها الكرائية منذ 20 سنة، على الرغم من إغلاقه مكتب اتصاله هناك، مشيرة إلى أن الإصلاحات الجارية فيها، تأتي لفتحه من جديد، قبل أن يصبح لاحقا مقرا للسفارة المغربية.
حرصُ المغرب على جمالية البناية التي سيُفتح فيها مكتب الاتصال من جديد بتل أبيب، فسّره مصدر دبلوماسي، بحجم الإقبال الذي سيعرفه، خصوصا أنه سيكون مخصصا بالإضافة إلى أدوراه الدبلومساية والسياسية، للجانب القنصلي، من خلال منح التأشيرات، وتسهيل عملية سفر اليهود المغاربة والمواطنين الإسرائيليين، ما يعني أنه سيكون وفق المصدر ذاته واجهة للمغرب.
وبينما كانت إسرائيل دقيقة، في اختيارها مسؤول مكتب اتصالها بالمغرب، فهو دبلوماسي يتقن اللغة العربية، وراكم مسارا طويلا، باشتغاله سفيرا إسرائيليا لدى مصر، ومسؤولا بالعديد من الأقسام بوزارة الخارجية الإسرائيلية، مازالت المشاورات بالمغرب مستمرة، قبل حسم اسم المسؤول الذي سيتم تكليفه بهذه المهمة ذات الحساسية الكبيرة، خصوصا أن القصر يتابعها عن كثب.
استئناف فتح مكتبي الاتصال بالمغرب وإسرائيل، يأتي بعدما فتحت تل أبيب مكتبها في الرباط عام 1994، في حين فتح المغرب مكتبا مماثلا في تل أبيب عام 1995. وعلى الرغم من تعليق المملكة المغربية في أكتوبر 2000 علاقاتها مع الدولة العبرية، احتجاجا على السياسة التي نهجتها إسرائيل و”قمع” الانتفاضة الفلسطينية، تواصلت الاتصالات بين الطرفين، لكنها اتخذت طابعا غير معلن، إلى أن تم تفعيلها بعد 20 سنة من القطيعة الرسمية.