عكس كل التوقعات.. أمريكا تتجه نحو أكبر انتعاش اقتصادي في تاريخها
في الوقت الذي مازالت فيه مجموعة من الدول تفكر في خطة إنعاش اقتصاداتها المتضررة جراء جائحة كورونا، ومازال بعضها متخوفا من انتشار الفيروس إذا خفف إجراءات حالة الطوارئ، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من توفير 2.5 مليون منصب شغل خلال شهر ماي الجاري، وانخفض معدل البطالة بها بنسبة 13.3 بالمائة، الأمر الذي أنعش اقتصاد البلاد خلال جائحة كورونا عكس كل التوقعات.
وبحسب ما نشره الموقع الإلكتروني “CNBC” الناطق بالإنجليزية، أمس (الجمعة)، فإن بيانات وزارة العمل تشير إلى أن الوضعية الاقتصادية بأمريكا كانت أفضل بكثير من المتوقع، مشيرة إلى أن تحول اقتصادي كبير توشك عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي استطلاع أجرته مؤسسة “داو جونز”، توقع خبراء الاقتصاد بأمريكا، الذين شملهم الاستطلاع انخفاض الرواتب بنسبة 8.33 مليون، وارتفاع معدل البطالة بنسبة 19.5 المائة، بعدما كان مستقرا في نسبة 14.7 بالمائة خلال أبريل الماضي. وبحسب توقعات وول ستريت، كانت أمريكا ستشهد التراجع الاقتصادي الأسوأ منذ الكساد العظيم، إلا أن كل تلك التوقعات لم تكن في محلها.
وعكس كل التنبؤات، أظهرت إحصائيات شهر ماي، أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد تكون في طريقها إلى التعافي من الجائحة، وفي السياق ذاته، يقول سكوت كليمون، وهو خبير الاستراتيجي، “يبدو أن الضرر الناجم عن الفيروس التاجي، لم يكن قويا أو على الأقل كما كنا نخشى توقعه قبل شهر”.
وتعليقا منه على الحدث، أورد الخبير الاقتصادي إريك وينوغراد، “يبدو أن الشركات بأمريكا بدأت في إعادة توظيف العمال وبأعداد أكبر من المتوقع، وهو الأمر الذي من المرجح أن يستمر مع تخفيف حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف المتحدث نفسه قائلا، “لكي نكون واضحين، فإن الأمور غير معتادة في سوق العمل، وفي حال استمرار وتيرة التحسن في التصاعد سيكون لنا الأمل في النصف الثاني من العام أن يكون الانتعاش أكثر مما رأيناه في جميع الإصدارات السابقة للبيانات”.
وزادت القوى العاملة في ماي بمقدار 1.75 مليون، مما رفع معدل المشاركة إلى 60.8 بالمائة بعد أن بلغ في أبريل 60.2 بالمائة، وارتفع إجمالي مستوى العمالة بمقدار 3.84 مليون، وانخفض عدد العاطلين إلى 2.1 مليون.
وتأتي المكاسب الاقتصادية بعد ثلاثة أشهر فقط من تفاخر الولايات المتحدة بتحقيقها لأدنى معدل بطالة في 50 سنة الماضية والذي بلغ 3.5 بالمائة، و كان الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو أكبر توسع في تاريخه قبل إعلان حالة الطوارئ الصحية بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبدأت جميع الولايات في إعادة فتح أبوابها، في الوقت الذي انخفض فيه رقم البطالة الأكثر شمولا، باحتساب أولئك الذين يشغلون وظائف بدوام جزئي لأسباب اقتصادية إلى 21.2 بالمائة فقط.