عصيد: تسريب مشروع قانون 22.20 جس للنبض

أرجع حمد عصيد، مشروع قانون 22.20، الذي يفرض الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى حجم حملة مقاطعة بعض المتنوجات الاستهلاكية خلال سنة 2018، وأكد أن للمواطنين الحق في الاحتجاج على بضائع معينة في الشارع أو إعلان مقاطعتها، وأن مشروع القانون يقطع الطريق أمام المواطنين في الاحتجاج، رغم أنه حق دستوري ومكفول بالاتفاقيات الدولية.

وفي لقاء مباشر في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال عصيد، الباحث والناشط الحقوقي الأمازيغي، “إن الفكرة السائدة عند الطبقة السياسية أن الشعب قاصر، لاوعي له وغير مستعد للديمقراطية، لذلك تعتبر أن ما تقرره في السياسات العامة فيه مصلحة للناس سواء أعجبهم ذلك أم لا، ولذلك عليهم الرضوخ إليها، إلا أن الكثير من التدابير اتضح أنها وسّعت الهوة بين طبقات المجتمع؛ بين الغنى الفاحش والفقر المذقع، وتقريبا محت الطبقة الوسطى، وأدى ذلك إلى مآسي كثيرة”.

وبخصوص تسريب القوانين، أوضح عصيد أن المسطرة العادية لمشاريع القوانين، ينبغي أن تنشر في الموقع الرسمي للأمانة العامة للحكومة، ثم يبدأ النقاش في المجتمع، إضافة إلى مراسلات مع رئيس الحكومة، مشيرا إلى وجود خطوات كثيرة تجعل الناس على بينة من مشروع القانون؛ ليحاكموه بالرفض أو القبول.

وأضاف، “هذه المرة أحسسنا أن السلطة لها نية ما، ويبدوا أن ما وقع هو تسريب لجس النبض؛ هل ستكون مواجهة قوية ضد المشروع أم سيكون خضوع في ظل أزمة كورونا،ة التي تتزامن مع رمضان، لكن أعتقد إلى حدود الساعة أن المجتمع الحقوقي يستنكر بشدة هذا النوع من مشاريع القوانين، التي هدفها إسكات أي صوت معارض، أو منع أي انتفاضة ضد الحكرة أو الزيادة في الأسعار أو مواد مغشوشة”.

وأكد عصيد، أن المثقف يضطلع لدور المثقف في هذه الظروف بأدوار متعددة المستويات، لا ترتبط بتخصص معين، لأنه يقرأ وقائع، ويقدم خلاصات تركيبية حول واقعة ما، أو سياسات معينة، أو قراءة في وعي الناس وسلوكهم، مضيفا “أن دور المثقف نقدي بالأساس لتصحيح السلوكيات غير المواطنة الراهنة، وهو دور رئيس في الدولة؛ مثلا دور الناشط الحقوقي هو التدخل بالنقد لتصحيح الرؤى سواء للأشخاص أو الجماعات أو الدولة، حينما يتم خرق قانون معين أو في حالة الاعتداء على المواطنين أو حتى الاعتداء على الدولة”.

واستطرد المتحدث نفسه بالقول، “إن دور المثقف نقدي متحيز للإنسان؛ إنه انحياز للكرامة الإنسانية، لذلك يجب التمييز بين الاختصاصات الأكاديمية، ودور المثقف في علاقته بما يجري في المجتمع، ولايمكن زحزحت المثقف عن عمق مشاكل الناس”.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.