التامك يفشل في تحصين السجون من كورونا ومطالب حقوقية بإعفائه
لم يستطيع محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون أن يحصّن نزلاء السجون المغربية من جائحة كورونا، رغم حزمة التدابير الوقائية التي أقدم على أجرأتها، إذ ظهرت بؤرة بسجن مدينة القصر الكبير، كما ظهرت بؤرة أكبر بسجن ورزازات، ما جعل الجهة تصعد في سلم الترتيب، لتصبح السادسة الأكثر تضررا.
وتصاعدت بالمقابل دعوات حقوقية، عبر تدوينات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، لعزل محمد التامك، باعتباره المسؤول الأول عن السجون المغربية، وهو الذي أثبت فشله في إبقائها بمنأى عن الوباء، رغم أن تطبيق المغرب للعديد من الإجراءات الاحترازية، وفر له وقتا إضافيا، زيادة على قرار النيابة العامة إيقاف الاعتقالات مؤقتا وغيرها من التدابير.
وأعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أمس (الخميس 23 أبريل)، إصابة 133 من نزلاء السجن من أصل 309 أجريت لهم التحاليل، بعدما سبق أن أعلنت يوم الاثنين الماضي إصابة 36 موظفا من أصل 61 المشكلين للفوح الأول، و24 من أصل 65 موظفا العاملين الأن بالمؤسسة، وستة سجناء عاملين داخل إحدى المصالح، وأعلن أيضا خمس إصابات بسجن القصر الكبير، إضافة إلى إصابة سجين آخر اليوم.
وسبق للعديد من الفعاليات المدنية والحقوقية، أن حذرت من دخول الوباء إلى المؤسسات السجنية، داعية إلى حماية النزلاء، الذين يتواجدون في ظروف قاهرة بسبب الاكتظاظ وانعدام شروط السلامة الصحية، إلا أن التخوفات والهواجس أصبحت أمرا واقعا، خصوصا أن موظفي المندوبية ساهموا في إدخال الوباء من حيث لا يدرون إلى السجناء، كما هو الحال بمدينة ورزازات.
وأقدمت المندوبية اليوم، على عزل كل السجناء الذين ثبتت إصابتهم في حي خاص، حيث سيتم إخضاعهم للبروتوكول العلاجي المعمول به من طرف السلطات المختصة، وبتتبع من لجنة صحية خاصة، تم إيفادها من وزارة الصحة إلى المؤسسة يومه (الخميس 23 أبريل 2020).
وأوفدت المندوبية وفق بلاغ لها، لجنة مركزية مختلطة للوقوف على تنفيذ الإجراءات الصحية والأمنية والإدارية المتخذة، وبالأخص توزيع المهام بين الموظفين على أساس الفصل التام بين العاملين داخل المعقل والعاملين في المرافق والمصالح الأخرى للمؤسسة، وتمكين الفئة الأولى، ما يكفي من الألبسة الواقية الخاصة حماية لهم وللساكنة السجنية من الإصابة بالفيروس، مع تشديد المراقبة بخصوص مدى احترام الموظفين للإجراءات الوقائية الخاصة بمنع انتشار العدوى داخل المؤسسة، إضافة إلى حزمة القرارات السابقة التي تجعل الموظفين والنزلاء معا في حجر صحي.
وجدير بالذكر، أن الكثير من الأصوات، أكدت أنه رغم الإجراءات التي اتخذت، إلا أن الوباء استطاع الدخول إلى السجون، مع ما يعنيه ذلك من خطر محدق قد تنتج عنه كوارث إنسانية حقيقية، إذا لم يتم التدخل لتطبيق حلول ناجعة، وقبلها أن يتم تعيين أشخاص مناسبين بدل التامك، الذي بدأ في توقيع رسالة مغادرته بسبب عدم قدرته على أن يكون رجل المرحلة وأن يحافظ على سلامة النزلاء رغم الإمكانيات المتاحة له.