خمسة أسئلة لمحمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة
عن وكالة المغرب العربي للأنباء
في رده على خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، سلط مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة محمد اليوبي الضوء ، بالأساس ، على الحالة الوبائية بالمغرب، وفعالية عقار (كلوروكين)، وكذا على معلومات حول اقتناء وسائل الكشف والوفيات بين الشباب.
1- ما هي توقعاتكم لتطور فيروس كوفيد-19 في الأيام المقبلة بالمغرب؟
أعتقد أنه من السابق لأوانه تقديم توقعات حول وضعية الوباء برسم القادم من الأيام، إذ ترتبط بإسقاطات قائمة ، عادة ، على افتراضات لا تعد دقيقة في أغلب الحالات. لذلك فإن أي نموذج نستخدمه ينبني على شكوك ويقدم تطورا مع هامش للثقة. وهذا يعني أنه يمكن التنبؤ بعدد من الحالات التي تتأرجح بين حد أدنى وآخر أعلى.
والنموذج المتبع حاليا يظهر أنه سيكون هناك تطور في عدد الحالات لكن مع منحنى سيكون أكثر تسطيحا بقليل، بالنظر لأثر الإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ 16 مارس الماضي، خاصة ما يتعلق بإغلاق المدارس ومنع التجمعات الكبرى، قبل إرساء إجراءات الحجر الصحي الكلي.
إذن، التطور الذي سيطرأ خلال الأيام الأربعة أو الخمسة أيام المقبلة سيمنحنا دقة أكبر مقارنة مع الإسقاطات التي نضعها بخصوص تطور الوباء بالمغرب.
2- المغرب وافق على استخدام عقار (كلوروكوين) في العلاج. فهل ، في رأيكم ، نتائج ذلك حاسمة؟ وهل يمكن التنب ؤ بمرحلة ظاهرة العلاج الذاتي؟
بخصوص العلاج الذاتي، لا أعتقد ذلك، لأن استخدام هذا العقار ، حاليا ، مقنن أصلا من قبل وزارة الصحة، ومن تم فوصفته وتسليمه يخضعان لعدد معين من المعايير. كما أن جميع الحالات المرصودة يتم التكفل بها داخل الوسط الاستشفائي لتوفره ، من بين أمور أخرى ، على مراقبة مسطرة وحصيلة يتم جردها.
وفي ما يتعلق بعقار (كلوروكين)، فإنه من السابق لأوانه القول بأن نتائج اللجوء إليه حاسمة. ونحن بصدد إجراء تحليل دقيق لجميع المعطيات لإيجاد صلة بين بداية استخدام البروتوكول القائم على هذا العقار والأدوية المرتبطة به من جهة، وبين زيادة عدد المتعافين من جهة أخرى. إننا نقوم بالتدقيق في هذا التحليل للتمكن من فكرة حول العلاقة الممكنة بين بداية استخدام هذا البروتكول وأثره على الرفع من عدد المتعافين.
3 – بعض المنابر الإعلامية تناقلت أنباء عن اقتناء مائة ألف جهاز للكشف عن فيروس كوفيد-19، هل هذا صحيح؟
أعتقد أن هناك سوء فهم للموضوع، لأن الفكرة التي راجت في البداية كانت مرتبطة باقتناء أجهزة مختبرية، وهو ما لايمكننا القيام به. لكن بخصوص تحاليل الكشف السريع، فالوزارة هي بصدد تنويع التقنيات المختبرية لتغطية باقي فترة الوباء على مستوى تأكيد الكشف، بهدف توسيع هذا العرض المختبري إلى المناطق النائية، لكي لا يتم اللجوء، بشكل منهجي، للمختبرات الوطنية المرجعية أو مختبرات المراكز الاستشفائية الجامعية. وأذكر هنا بأن التقنية نفسها الجاري اعتمادها منذ البداية والتي ترتكز على طريقة (بي سي إر)، أي رصد الفيروس عند أخذ العيئة، يجري حاليا توسيعها.
كما أن تحليلات الكشف لا يقتصر إجراؤها على مختبرات المعهد الوطني للسلامة الصحية أو معهد باستور أو المستشفيات العسكرية، ولكن هناك مختبرات المراكز الاستشفائية الجامعية بكل من الدار البيضاء والرباط وفاس، التي شرعت في إجراء مثل هذه التحليلات.
وموازة مع ذلك، نحن بصدد اقتناء تقنيات أخرى للكشف، هي بسيطة بالتأكيد، لكن نتائجها موثوق بها أكثر من تلك المجراة بمختبرات تستعمل تقنية ال(بي سي إر). إذن نحن في طور اقتناء وتنويع العرض الوطني للتقنيات والتحليلات لتأكيد الكشف.
4 . حالات الوفاة الناجمة عن فيروس كورونا، والتي همت الشباب والأطفال، تثير انشغالات وتساؤلات لدى الرأي العام؟
أولا يجب التذكير بأننا دعونا ونواصل الدعوة إلى التكفل بالحالات داخل المستشفيات. فبمجرد تأكيد حالة ما من قبل المختبر، يتم التكفل بها على مستوى البنيات المخصصة لتفادي انتشار الفيروس، وذلك في ظل ظروف المراقبة الطبية بما يتطلبه ذلك من فحوصات إشعاعية ومختبرية، وحتى إدخال الحالات الحرجة إلى العناية المركزة. نود الاستجابة لشروط الجودة اللازمة من أجل رعاية جيدة. ولكن للأسف، يمكن أن تحدث حالة وفاة. وعلى مستوى التحليل، فإن معظم حالات الوفاة المسجلة ترتبط بعامل التقدم في السن أو بسبب مرض مزمن. يتوفى المريض جراء المضاعفات المرتبطة بمرضه أو عامل السن.
في حالة الشباب، لا يمكن دائما إرساء علاقة بين الوفاة والسبب، خاصة عند احتمال تناول أدوية أخرى أو وجود عوامل اختطار لم تكن معروفة لدى المريض.
هناك دائما مأساة عند تسجيل حالة وفاة، لا سيما لطفل, في هذه الظروف، نقوم بما يسمى تدقيق الوفاة أو التحقيق العلمي لفهم أفضل للسبب وراء حدوث هذه الوفاة مع بسط فرضيات بشأن العوامل المحددة والكامنة التي أحاطت بعملية التكفل بالمريض، واحتمال تناول أدوية أخرى غير تلك الموصوفة له خلال فترة الرعاية.
5 . حالة الطوارئ الصحية تدخل أسبوعها الثاني. ما الرسالة التي يجب إرسالها للمواطنين في وقت الحجر الصحي؟
علينا التحلي بالصبر ومواصلة التقيد الصارم بالتدابير المتخذة من قبل بلادنا. يتم تنفيذ هذه الإجراءات من أجل سلامتنا، بهدف مرور موجة هذا الوباء وتسطيح منحاه، وتعود الأمور إلى طبيعتها كما كانت من قبل لاستئناف الأطفال لدراستهم واستعادة الأنشطة التجارية لعافيتها.
علينا التحلي يالصبر إذا كنا نرغب في تفادي الوضع الذي تشهده عدد من البلدان. هذه الأزمة أعطتنا درسا في ما يتعلق بسلوكنا. لقد تعلمنا عددا من العادات خلال هذه الأزمة لتجنب انتقال وانتشار ليس فقط فيروس كورونا المستجد، ولكن أيضا الأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق المصافحة بالأيدي والاتصال الوثيق. آمل أن نستمر بعد ذلك في تبني هذه التدابير المفيدة لصحتنا ووضعنا الوبائي تجاه الجراثيم الأخرى المتنقلة عبر الهواء.
بادن الله سيخرج المجتمع المغربي خاصة والاسلامي بصفة عامة بسلام من هده المحنة؛ لكن لابد ان ناخد العبر ونبدا من جديد .
لابد ان تولد المستشفيات العمومية من جديد وتقوم بدورها
وتنهض المدارس العمومية من سباتها
وعلينا ان نسخر الامكانيت للبحت العلمي