بالأرقام.. هكذا أثر فيروس كورونا في “لارام”
أكد عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أن وتيرة حجز التذاكر، من المتوقع أن تعرف انخفاضا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أنه منذ فاتح مارس إلى غاية 31 ماي المقبل، سوف تسجل حركة التنقل تراجعا بنسبة تتجاوز 30 بالمائة، بل من الراجح أن يصبح الوضع أكثر تعقيدا، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وبينما توصي الجهات المسؤولة عن الصحة المسافرين بتأجيل رحلاتهم إلى الخارج، ما أثر سلبيا بشكل كبير على تداول العملة النقدية، أشار عدو في حوار له مع جريدة “ليكونوميست”، أن الخطوط الجوية المغربية، فتحت خدمة تسمح لزبنائها بتأجيل سفرهم مجانا، وتمنحهم كذلك التعويض أو السداد مجانا برصيد يمكن للزبون استخدامه لشراء تذكرة لاحقا. وهذه الإمكانية متاحة لكل التذاكر التي تم أو سيتم اقتناؤها إلى نهاية مارس للسفر بها قبل 31 ماي2020.
ويضيف المتحدث أن “خطورة هذا الوضع يجب التعامل معه بدون تسرع، لأن الأمر يتعلق أولا بضمان سلامة الركاب والموظفين عبر الالتزام بالبروتوكولات والإجراءات الوقائية. وكذلك طمأنة ومرافقة الزبناء في رحلاتهم المقبلة، كما أننا سنبدأ خطة للسيطرة على الوضع، كما نعمل بالتنسيق مع السلطات الحكومية لنتجاوز معا هذا الظرف غير المريح”.
وجذير بالذكر أن الإلغاء الأخير يشمل كل الخطوط المرتبطة بإيطاليا إلى غاية الثالث من أبريل، و يتعلق الأمر بـ “بولونيا وروما وطورينو”، بالإضافة إلى رحلات أخرى صوب “ميلان والبندقية” تم إلغاؤها سابقا، ما يجعل الخطوط الملكية المغربية تفقد في المتوسط 30.000 راكب في الشهر.
وفي الصدد ذاته، يضيف المتحدث، أن انتشار فيروس “كورونا كوفيد 19” يمكن أن يُفقد شركات النقل 113 مليار دولار من رقم معاملاتها، بنسبة 20 بالمائة من أرقام معاملات القطاع في العالم، مشيرا إلى أن مجموعة من الشركات أعلنت توقيف عدد من طائراتها، منها “لوفطانزا” الألمانية التي جمدت 150 طائرة، والخطوط الجوية الفرنسية التي ألغت 3600 رحلة فقط خلال شهر مارس الجاري، والأكثر من ذلك “فلاي بي” التي قدمت حصيلة خساراتها ب 70 بالمائة من قيمتها السوقية خلال شهر واحد.
وأضاف مدير “لارام”، أنه في ظل غياب مخطط للمساعدة من الدولة، تطال الوضعية المالية للشركة أخطار كبيرة خلال هذه السنة، ولمواجهة هذه اللحظة من الانخفاض الحاد في طلب التذاكر أعلنت شركات الطيران عن برنامج للتقشف وتقليص الرحلات من أجل الحد من تأثير كورونا على تدفق العملة. وأكد أنها خطوة واحدة من عدة إجراءات تهدف إلى تقليص تكاليف الاستثمار والتشغيل وتجميد التوظيف وتدبير العطل وإيقاف المشتريات خارج حاجيات العمل الضرورية وتكييف القدرات المتاحة لمجاراة انهيار الطلب.
ويتجلى التأثير على الخطوط الملكية المغربية في تعليق الرحلات بين الدار البيضاء وبكين منذ 31 يناير، ثم حظر الطيران إلى ميلان والبندقية منذ 8 مارس، وبعد ذلك التعليق الكلي للرحلات بين المغرب وإيطاليا منذ الثلاثاء 10 مارس الجاري، وهي 5 خطوط جوية في هذه الحالة من الدارالبيضاء إلى ميلان والبندقية وبولونيا طورينو وروما، بمعدل 56 رحلة في الأسبوع، بالإضافة لتداعيات تعليق الرحلات إلى العمرة في 27 فبراير، وتراجع الطلب بشكل كبير على السعودية.
وتنبغي الإشارة، إلى أن الدول التي لم تعلق رحلاتها الجوية، تأثرت بشكل كبير أيضا، يقول عدو، مضيفا أنه رغم النمو الكبير في مبيعات التذاكر خلال يناير، انعكس الأمر ابتداء من 24 فبراير الماضي، واستمر إيقاع حجز التذاكر في الانخفاض التي تخص مارس وأبريل وماي 2020 يوما بعد يوم.