وصفوها بخطبة الجمعة.. مهنيو الصحة يجردون أخطاء مراسلة أيت الطالب لمواجهة انتشار “كورونا”
بعدما توجه خالد أيت الطالب وزير الصحة، بمراسلة إلى مهني وزارة الصحة، يحثهم فيها على التجند لمواجهة انتشار فيروس “كورونا”، والإشادة بالأدوار التي يقومون بها، وصف مهنيون هذه المراسلة بـ “خطبة الجمعة”، وقدموا مجموعة من الملاحظات عن الأخطاء والمغالطات بخصوصها.
وأفاد مهنيون، وفق منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن أولى الملاحظات حول المراسلة، تتجلى على مستوى الشكل، في عدم وجود عنوان يحدد موضوع المراسلة، فهذه الأخيرة دخلت صلب الموضوع مباشرة. وأن المراسلات تبتدأ عادة ب”سلام تام بوجود مولانا الإمام وبعد”، وهذا ما غفلته مراسلة خالد أيت الطالب، مع أن المراسلة ذكرت “صاحب الجلالة” في آخر الرسالة.
ولاحظ مهنيون، أنه من الأشياء المتعارف عليها في تدبير الموارد البشرية، أنه إذا كان الأمر يتعلق بمراسلة لتعبئة أطر الوزارة، فيجب أن تكون مرفقة بالتحفيز، وهو ما غاب عن هذه المراسلة. كما استغربوا قيام الوزارة بكتابة جميع المناشير باللغة الفرنسية، بإستثناء هذه المراسلة، مؤكدين أن ذلك لم يتم بهدف أن تنسجم المراسلة مع الدستور واللغات الرسمية التي ينص عليها، ولكن فقط لتخلي الوزارة مسؤولياتها بأنها تتواصل مع المهنيين.
وبخصوص ما تضمنته المراسلة من حث للمهنيين على التواصل مع المواطنين لطمأنتهم، أفاد المهنين بأن ذلك يعبر عن عجز تواصلي لدى الوزارة التي لم تستطيع مواكبة الضغط الحاصل على الرقم المخصص، مما جعل الوزارة تطالب المهنيين بالتواصل الافقي كحل لهذا الوضع.
أما فيما يخص توفير وسائل الوقاية الفردية للمهنيين، التي تحدثت عنها المراسلة، والتي قالت بأنها موضوعة رهن اشارتهم، سجل المهنيين وجود خلط لدى الوزير بين مهنيي القطاع العام والخاص، وتساءلوا إن كانت وزارة الصحة قد وزعت الاقنعة بالمجان على المصحات والعيادات والمختبرات ومراكز الاشعة الخاصة!؟ لأن مهني القطاع العام لم يتوصلوا بها وفق الإفادات الموجودة.
كما علق مهني الصحة، عن عدم ذكر المراسلة لدور شركات الصفقات العمومية المهم في الموضوع منها شركات النظافة والحراسة والمطبخ. وأضاف المهنيين بسخرية، أنه إذا كانت وزارة الصحة تعمل بتوصيات منظمة الصحة العالمية، فلماذا لم ترفع ميزانية الصحة ألى ما بين 10 و 12% من الميزانية العامة عوض 6 % الموجودة اليوم.
كما لوحظ انتهاء المراسلة ب”الدعاء”، ورغم تسجيل إجابية الأمر، تساءل المهنيون بسخرية إن كان ذلك يدخل ضمن الإجراءات الاحترازية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، أم أن ذلك رسالة تخفي عدم وجود قدرة على المواجهة، حيث سجل في هذا السياق تداخل في الأدوار بين وزارة الصحة و وزارة الاوقاف والشؤون الاسلاميةولخطباء المساجد!
واستغل مهنيون الفرصة، لمساءلة الوزير أيت الطالب عن مستجدات الحوار الإجتماعي بين وزارة الصحة ونقابات المهنيين، مؤكدين في هذا الصدد أن المهنيين يقومون بمهامهم سواء تواجد الوزير أم لا يتواجد.
وتجدر الإشارة، إلى أن وزير الصحة، كان قد توحه بمراسلة إلى مهني قطاع الصحة، يوم 6 مارس، بعد تسجيل احتجاجات عن غياب المعدات اللازمة وافتقار المهنيين للتكوينات اللازمة للتعامل مع الحالاو المحتمل إصابتها بفيروس كورونا.