فيديوهات العثماني.. توعية أم دعاية؟
تجاوز الانتشار الوبائي لفيروس كورونا بالمغرب أكثر من سنة ونصف، أثيرت خلالها الكثير من الانتقادات لتدبير الحكومة بمختلف قطاعاتها الوزارية للمرحلة، منها المتعلقة بالتواصل الحكومي حول الجائحة، لكن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، انتظر اللحظات الأخيرة من عمر ولايتها ليشرع في إطلاق مقاطع فيديو تحسيسية حول الجائحة.
مبادرة رئيس الحكومة التي انطلقت قبل يومين، للدفاع عن تشديد الإجراءات الاحترازية والإغلاق الليلي، أثارت الكثير من الجدل وسط مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن المبادرة جاءت متأخرة وتتزامن مع احتدام التنافس الانتخابي بين الأحزاب السياسية لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأُثيرت كثير من التساؤلات حول أسباب انتظار رئيس الحكومة طيلة هذه المدة للخروج بفيديوهات تواصلية حول الجائحة، رغم أن المواطنين كانوا في حاجة ماسة إلى تواصل الحكومة وتوضيحاتها، في وقت اكتفت طيلة الفترة الماضية ببلاغات جافة تسرد إجراءات وتدابير، أثارت التساؤلات أكثر من تقديمها الإجابات.
وأمام حجم الغضب والسخرية التي عبّر عنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التعليقات على فيديوهات العثماني، عمد رئيس الحكومة إلى تعطيل خاصية التعليقات على فيديوهاته، رغم أن مواطنين يرغبون في طرح أسئلة مشروعة تستوجب شرحها هي الأخرى، ما زاد من حجم الاستياء من رئيس الحكومة.
وفسّر البعض مبادرة رئيس الحكومة بكونها دعاية انتخابية أكثر منها توعية صحية، مضيفين أن رئيس الحكومة يسعى إلى الظهور الإعلامي في هذه الظرفية والدفاع عن حكومته، قصد دفع المواطنين إلى تجديد الثقة في حزبه خلال انتخابات الثامن من شتنبر القادمة.
ويضيف منتقدو خطوة العثماني، أن المواطنين طالبوا أكثر من مرة بتواصل الحكومة معهم لشرح الإجراءات والتوعية بمخاطر الوباء، لكنها التزمت طيلة الفترة الصمت الذي خلق ارتباكا واضحا وسبب في حالة التراخي الجماعية في تطبيق الإجراءات الاحترازية.
ويشار إلى أن رئيس الحكومة شارك في اليومين الماضيين مقطعي فيديو قصيرين مصحوبين بموسيقى تصويرية، لشرح أسباب تشديد الإجراءات الاحترازية مؤخرا وكذا أسباب الإغلاق الليلي، لاقت انتشارا واسعا وخلفت انتقادات كثيرة.