أخنوش يستبدل “مسار الثقة” بـ “مسار المدن”
يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار، لا يستقر على حال بخصوص البرنامج السياسي، الذي سيدخل به الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
فما إن انتهى من الترويج والدفاع عن برنامج “مسار الثقة”، حتى استبدله من جديد بـ “مسار المدن”، ما يفسره متتبعون باعتباره إشهارا وإعادة ترويج لوجود الحزب، لاسيما أن البرنامجين يختلفان فقط من حيث الصياغة والسياق الذي أفرزهما.
فبينما سبق لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن قدم برنامجا تحت عنوان “مسار الثقة… مساهمة في بناء تنموي جديد”، والذي يركز على الشغل والتعليم والصحة، ويقدم تشخيصا للواقع، مع طرح للبدائل الممكنة، التي يراها الحزب كفيلة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، عاد عزيز أخنوش، رئيس الحزب، ليعلن ميلاد برنامج الجديد.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه أخنوش برنامج مسار الثقة مساهمة في النقاش الوطني حول النموذج التنموي الجديد، مبرزا أن المنطلق هو تشخيص الحقائق، اعتبر أن “مسار المدن” يعد بمثابة “مخطط تنموي نابع من المواطنات والمواطنين، بغية النهوض بالمدن المتوسطة”.
وبينما يتشكل كتاب “مسار الثقة” من حوالي 176 صفحة، خصص أخنوش لكتاب “مسار المدن” 500 صفحة كاملة، دون أن يوضح موقع الكتاب الجديد من الآخر القديم، وما إن كان برنامج مسار المدن تكملة لسابقه أم أنه بديل عنه.
ولفت أخنوش، خلال كلمته في لقاء تواصلي، أول أمس (الجمعة)، إلى أن “مسار المدن” “تجميع لمقترحات المشاركين في قافلة 100 يوم 100 مدينة، التي تعتبر أكبر عملية استشارية سياسية لمعرفة أولويات المواطنات والمواطنين في مناطقهم ومدنهم، مكنت من رسم 6 فئات للمدن التي شملها القافلة”.
وقدّم أخنوش، وفق موقع حزبه، أهم 10 خلاصات لبرنامج “100 يوم 100 مدينة”، وهي “سكان المدن المتوسطة غير راضون عن وضع مدنهم ويتطلعون إلى غد أفضل، سكان المدن المتوسطة يحتاجون إلى الإصغاء إليهم، والاقتصاد يشكّل أولوية لكنه ليس حلا لكل المعيقات، والشعور الإيجابي للمواطن يرتبط بقدرته على الانخراط في الحياة الاجتماعية، والشباب يحتاج إلى فضاءات للقاء والتعبير عن أنفسهم والتعلم والمشاركة”.
ومن بين الخلاصات كذلك، يضيف المصدر، “خلق بنيات تحتية جديدة ليس في صلب الاهتمامات، وفي المقابل ضمان حسن اشتغال البنيات التحتية القائمة هو في صلب الاهتمامات، ثم الساكنة لا تنتظر تغيير أحوالها جدريا، لكنها تتطلع للمشاركة في تحديد أولوياتها، والمدن تمتلك مميزات لا بد من استغلالها على نحو أفضل، كما أن أولويات ساكنة المدن المتوسطة لا يتم أخذها بعين الاعتبار في برامج التنمية الترابية”.
كما وضع أخنوش خمس محاور من أجل تنمية المدن المغربية، الأول يهم الانطلاق من المواطن عبر الاستشارة العمومية واحتضان مبادرات ومشاريع اجتماعية وتنموية، والثاني متعلق بالاقتصاد من خلال مضاعفة مصادر التشغيل وتحرير الطاقات، والثالث يركز على الخدمات العمومية والاجتماعية ذات الأولوية، في حين يهتم المحور الرابع بالروابط الاجتماعية، عبر فضاءات الحوار والترفيه والتعبير، أما الخامس فيتعلق بالهوية وتعزيز فخر الانتماء.
وقال أخنوش “مسار المدن” الذي يضم خلاصات برنامج 100 يوم 100 مدينة، كان حلما مهما لكل التجمعيات والتجمعيين، واليوم أصبح كتابا جاهزا يضم 500 ورقة، ويعتبر برنامج قاعدة، لكل منسقي الحزب ومرشحيه في الاستحقاقات المحلية المقبلة، بحيث يوفر برامج خاصة بكل المدن التي شملتها القافلة”.
ويلاحظ أن حزب التجمع الوطني للأحرار يرفع من سقف برنامجه السياسي في محاولة منه لكسب رهان الانتخابات المقبلة، التي يطمح خلالها إلى إزاحة الإسلاميين من صدارة المشهد السياسي المغربي.