صراع “الأحرار” و”البيجيدي” يصل الصحراء
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تتصاعد مؤشرات التنافس السياسي بين مختلف الفرقاء السياسيين، لاسيما بين الأحزاب الكبرى التي بدأت تُصعّد لهجتها في الآونة الأخيرة مراهنة على تصدر المشهد السياسي، ومن بينها الحليفين بالأغلبية الحكومية الحالية، حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية.
ففي الوقت الذي يرغب “البيجيدي” في تعزيز صدارته للولاية الثالثة على التوالي، تضع “الحمامة” نصب عينيها هدف إنهاء سطوة الإسلاميين، بعدما اتضحت معالم قدرتها على ذلك، مع مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية، التي استطاعت أن تفرض فيها شروطها، ما يفاقم الصراع بين الحزبين.
تمظهرات الصراع، برزت في العديد من الأحداث، التي بدا فيها جليا غياب الوفاق بين الحليفين، خصوصا مع تمرير مجموعة من القوانين، أبرزها القوانين الانتخابية وقانون تقنين زراعة القنب الهندي، التي عارضها “البيجيدي” قائد الأغلبية الحكومية ودافع عنها حزب التجمع الوطني للأحرار.
ولم يفوت “البيجيدي” فرصة إثارة نقاش استغلال الإحسان العمومي سياسيا عبر توظيف حزب “الأحرار” إحدى جمعياته، إذ اعتبر الفرصة مناسبة لتوجيه مدفعية النقد لعزيز أخنوش وحزبه، معيدا نقاش “زواج المال والسلطة”.
ووصل الصراع بين الحزبين في الآونة الأخيرة، إلى مجالس الجهات والمجالس الجماعية، لاسيما خلال أشغال تقييم إنجازات المجالس، آخرها ما أثاره “البيجيدي” من انتقادات لمجلس جهة كلميم واد نون، الذي يتزعمه حزب التجمع الوطني للأحرار، في شخص مباركة بوعيدة.
وفي السياق ذاته، انتقدت الباتول أبلاضي، المنتمية لحزب العدالة والتنمية بمجلس جهة كلميم وادنون، عبر نقطة نظام خلال دورة استثنائية، صباح اليوم (الاثنين)، “عجز المجلس في عهدته الحالية بعد “البلوكاج” على تنزيل مشاريع تنموية سبقت المصادقة عليها”، وفق ما أكده موقع حزبها.
وأورد المصدر ذاته، أن أبلاضي استهجنت ما سمته الإقصاء الممنهج للأغلبية المسيرة لمجلس الجهة لطانطان من أية مقاربة تنموية، داعية الجهات المسؤولة إلى الإفراج الفوري عن هذه المشاريع، مضيفة أن “برنامج التنمية الجهوية لم ينزل بالشكل المطلوب حتى يستجيب للحاجيات الملحة للجهة، في ضوء غياب إرادة حقيقية ذاتية وموضوعية لمكونات الأغلبية المسيرة للمجلس”.
ووجهت المتحدثة ذاتها، وفق موقع حزبها، انتقادات لحزب “بسبب ارتفاع معدلات الأمية والبطالة والولوج للخدمات العمومية، وهزالة البرامج المتعلقة بتنمية المجال القروي والمناطق الحضرية وتثمين ثقافة الرحل، مستنكرة في المقابل الإجهاز على برنامج التأهيل الحضري لمدينة طانطان، وعدم وفاء مجلس جهة كلميم وادنون بالاتفاقيات والشراكات ذات الصلة.
ومن خلال حدة هذه الانتقادات الموجهة لحزب الأحرار يتضح أن “البيجيدي” اختار أن يصفي حساباته مع خصمه اللدود بداية من الأقاليم الجنوبية، رغم أنه يرأس مجموعة من الجهات والمجالس الجماعية والمقاطعات الكبرى، التي توجد موضوع انتقادات بسبب ما تعتبره المعارضة تدبيرا فاشلا من حزب “المصباح”.
ويتوقع أن يتصاعد مستوى الصراع بين مختلف الأحزاب السياسية في الفترة المقبلة، خصوصا من خلال مهاجمة بعضها البعض في معاقلها المعروفة، ذلك أن مجموعة من الأحزاب تضع أعينها على صدارة الانتخابات، الأمر الذي يرجح أن تكون المنافسة قوية.