لشكر يستيقظ من سباته للرد على الجواهري
بعد غياب طويل، منذ خروجه في لقاء استضافته مؤسسة الفقيه التطواني، وبعدما غاب عن نقاش البرامج السياسية، خرج إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، من سباته أخيرا للرد على تصريحات عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، التي انتقد فيها الأحزاب السياسية مشيرا إلى أن المواطنين فقدوا الثقة فيها.
وتوجه لشكر إلى الجواهري، في تصريح حديث، قائلا “عليك النأي والابتعاد عن كل ما يتعلق بالمشهد الحزبي وبالأحزاب السياسية، وعليك أن تتفرغ للمهمة المنوطة بك والتي تفرض عليك واجب التحفظ، وعليك أن تتذكر السؤال المركزي الذي جاء في الخطاب الملكي وهو أين الثروة، لأن هذا السؤال موجه لك بالأساس”.
ودعا لشكر الجواهري إلى أن يجعل الخدمات البنكية بغير الغلاء الذي تعرفه، وأن يفكر كيف يوصل السيولة والأموال والعمل على تيسير القروض للشباب، موضحا أنه في مجموعة من الدول توجد قروض موجهة للشباب بفائدة 0 في المئة و0.5 في المئة، طالبا الجواهري أن يتساءل عن الفوائد في القروض التي تقدمها البنوك، التي يعتبر مسؤولا عنها، للشباب.
وأكد الكاتب الأول للاتحاد أن الخدمات البنكية في المغرب من أغلى الخدمات الموجودة، متحدثا إلى الجواهري “عليك أن تتوجه إلى ما يدخل في صميم مهمتك”، مضيفا “نحن في الاتحاد الاشتراكي نرى وجوهنا في المرآة ونقيم أخطاءنا وإخفاقاتنا، لكننا لن نقبل الدروس، وبتلك الكلمات البذيئة وبذلك الأسلوب، أن تأتي منك”.
وتابع لشكر “نرجوك، وفي إطار التحفظ الذي يمليه عليك موقعك أن تتوقف لأنها ليست المرة الأولى ولا الثانية، وتختار لها في كل مرة لغة معينة وأسلوبا معينا، فكفى من الشعبوية، فإنها الشعبوية الحقيقية التي قمت بها مؤخرا”.
وأشار لشكر إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تدخل فيه البلاد مرحلة جديدة بعد أن كانت لها من المناعة وقوة المؤسسات لمواجهة الجائحة، والتوجه نحو المستقبل، وعلى رأس هذا المستقبل ما هو مطروح من مشاريع تنموية للبت فيها، عبر المشاركة في العملية السياسية والتسجيل في اللوائح الانتخابية والانتماء للأحزاب والمشاركة في سلطة القرار.
وأكد لشكر أنه للوصول إلى مشاركة الشعب المغربي في العملية السياسية يجب تحفيزه، لكن مع كامل الأسف مع الأسف نرى تصريحات والي بنك المغرب، الذي يجب أن يعلم أن الأحزاب، مع الملك محمد الخامس وبعده الملك الحسن الثاني، هي التي خلقت مؤسسة بنك المغرب والمكاتب الشريفة، وذلك إبان حكومة عبد الله إبراهيم، التي كان وزير اقتصادها عبد الرحيم بوعبيد”.
وتجدر الإشارة إلى أن لشكر غاب منذ مدة عن المشهد السياسي، حيث يبتعد حزبه عن نقاش البرامج بينما يركز على استقطاب البرلمانيين لتأمين نتائجه في الانتخابات المقبلة، لينتقد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، الذي وجه نقدا لاذعا للأحزاب السياسية داعيا إياها إلى عدم إطلاق الوعود دون أن تعمل على تحقيقها، متهما إياها بأن السبب في فقدان المغاربة للثقة في السياسة والمؤسسات.