“البيجيدي” ينقلب ضد نفسه بأكادير
كشفت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أسباب فشل حزبها في الظفر بمقعد مجلس المستشارين بجهة سوس ماسة، في مواجهة حزب الأصالة والمعاصرة، والتي أجملتها في تحالف جميع الأحزاب ضد “البيجيدي”، وفي عدم تصويت بعض أعضائه لصالح مرشح الحزب أو امتناعهم، بعدما استقال بعضهم من الحزب، والتحق آخرون بأحزاب سياسية أخرى.
وفي الوقت الذي تفوق فيه محمد ودمين، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، على أحمد بوتكرين عن حزب العدالة والتنمية بفارق 12 صوتا، بعدما حصل الأول على 33 صوتا، مقابل 21 صوتا، قالت ماء العينين، في منشوره على حسابها، أن “النتيجة دالة وتدعو إلى قراءة متفحصة لاستخراج الدلالات والعبر”.
وأفادت برلمانية “البيجيدي” أنه من أسباب الفشل في هذا التصويت هو “تسرب ممارسات غريبة عن الثقافة السياسية لحزب العدالة والتنمية، إذ فقد أصوات بعض أعضائه الذين لم يصوتوا لمرشح الحزب”، مضيفة أن بعضهم أعلن استقالته من الحزب محتفظا بموقعه في الجهة، في حين لم يصوت بعضهم دون إعلان موقف قبلي واضح رغم تردد إشاعات الالتحاق بأحزاب أخرى.
وفيما يخص ظاهرة عدم الالتزام الحزبي داخل العدالة والتنمية ودينامية الانتقالات إلى أحزاب أخرى، قالت ماء العينين، أنه لا يمكن مواجهتها بالصمت أو الاستخفاف أو منطق “أرض الله واسعة”، مشيرة إلى أن “الأمر يؤشر على وضع غير سليم تعددت أسبابه التي خضنا فيها مطولا داخل الحزب دون أن تقنع جزء كبيرا من قيادة الحزب”.
وأوردت المتحدثة نفسها أن أن التفاعل مع هذه الظاهرة التي يعيشها الحزب ظل خجولا، لافتا إلى أن الأمر بلغ “حتى أن فئة من المناضلين المغادرين لا يتم الاتصال بهم لمجرد معرفة أسباب انسحابهم أو اقناعهم بالبقاء لحاجة المشروع لهم ولنضاليتهم”.
وأفادت ماء العينين أن النتيجة كانت لصالح مرشح حزب الأصالة والمعاصرة “بعد تحالف الجميع ضد حزب العدالة والتنمية “بما فيهم حزب الاستقلال الذي ضحى الحزب ومنحه مقعدا برلمانيا في مجلس المستشارين تم إسقاطه فيما بعد”، و”بما فيهم حزب الأحرار الذي يسير الجهة بدعم من البيجيدي الذي تصدر الانتخابات وحصل على أكبر عدد من المقاعد”، تضيف البرلمانية.
كل ذلك يدعو، حسب ماء العينين، “حزب العدالة والتنمية لاستخلاص العبر سريعا، خاصة وأن التحالف لدعم مرشح الأصالة والمعاصرة تم على المستوى المركزي وهو استمرار لتحالف ظهر مع نقاش القاسم الانتخابي، نقاش أسقط التمايز بين الأغلبية الحكومية والمعارضة البرلمانية كما أسقط معاني الالتزام في التحالفات المحلية”.
وأكدت البرلمانية أن “الواقع الحزبي ليس بخير وطبول “حرب الانتخابات” دقت لمحاصرة البيجيدي وعزله”، مضيفة أن “الحزب لا يمكن أن يعول إلا على نفسه وعلى صفه الداخلي الذي تم إهماله والاستخفاف بما يقع بداخله، بل وإضعافه بالاستقواء التنظيمي وغيره من الأساليب التي كرست وضعا غير سليم داخل الحزب، لم تبرز أي إرادة حقيقية لتداركه”.
وأشارت المتحدثة إلى أنه “يبدو أن الانتخابات الحالية والطريقة التي يتم بها التهييء لها بدء بالضبط القبلي باستعمال القانون، واستمرارا بممارسات حزبية وإدارية غير مطمئنة، سيكرس نزيف الثقة والمزيد من إضعاف المؤسسات المنتخبة”.
وإجابة عن سؤال “هل يستطيع حزب العدالة والتنمية تدارك ما يمكن تداركه داخليا وخارجيا؟”، أجابت ماء العينين قائلة “هو سؤال معقد خاصة وأن المبادرة السياسية والحقوقية التي تم تقديمها مؤخرا من طرف الأمانة العامة لم تحظ بمتابعة تذكر، كما لم تثر نقاشا لا داخليا ولا خارجيا، فضلا عن أن الوضع الداخلي ليس في أفضل حالاته”.