استمرار نزيف الهروب الجماعي سباحة نحو سبتة المحتلة يفضح مهيدية
بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة الفنيدق خلال نهاية الأسبوع الماضي، بهجرة عشرات المواطنين سباحة إلى ثغر سبتة، أفادت مصادر محلية، أن المدينة شهدت، صباح اليوم (الاثنين)، تنفيذ حوالي 20 شخصا عملية هروب جماعي أخرى، عبر الهجرة سباحة إلى مدينة سبتة المحتلة.
وكانت مدينة سبتة المحتلة قد استقبلت، وفق مصادر إعلامية اسبانية، حوالي 70 شخصا نجحوا في الوصول إليها سباحة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن وفاة ثلاثة أشخاص خلال هذه العمليات، من بينهم شاب يبلغ من العمر 38 سنة، شيعت جنازته اليوم (الاثنين)، كان يشتغل قيد حياته في محل لبيع الوجبات السريعة.
وكشفت الأحداث الأخيرة، فشلا ذريعا لسلطات المدن الشمالية، وعلى رأسها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، في إيقاف الأزمة الخانقة التي تعيشها مدن الشمال المغربي، منذ إغلاق المعابر الحدودية التي كانت تشهد عملية التهريب المعيشي، والتي زادت من تعميقها أزمة وباء كورونا المستمرة منذ أكثر من سنة، إضافة إلى الإجراءات الحكومية القاضية باستمرار الإغلاق الليلي خلال شهر رمضان.
وبينما كانت سلطات الجهة قد أعلنت سعيها للقيام بإجراءات لدمج المتضررين في الاقتصاد المغربي، وتنمية المنطقة اقتصاديا عبر خلق فرص شغل جديدة، بقيت هذه التحركات محدودة ودون فائدة تذكر، خاصة وأنها في الغالب إجراءات لتأجيل الأزمة وليس لحلها بشكل نهائي.
وجاء إقدام عشرات المواطنين على الهجرة سباحة، معرضين حياتهم للخطر، بعد أجواء البطالة والفقر وفقدان الآمال التي انتشرت بين صفوف شباب مدينة الفنيدق، بعد شهور من الاحتجاجات، لم تجد آذانا صاغية، والتي تم مواجهة بعضها بالتفريق والاعتقال من لدن السلطات الأمنية.
وخلفت مشاهد إقدام عشرات الشباب على نزع ملابسهم ودخول البحر أمام أنظار المواطنين والسلطات الذين حلوا بشواطئ المدينة، تذمرا واسعا في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت الناشطة الحقوقية، سارة سوجار، قائلة: “ما وقع بشاطئ مدينة الفنيدق، ما هو إلا صور تتحدث عن فقدان الأمل لدى شباب هذا الوطن، شباب لم يجد بدائل حقيقية كي يحيى ويعيش في بلاده بكرامة، فاختار المغامرة والموت، وبعيدا عن الرهانات في المناطق الحدودية بين المغرب واسبانيا، تبقى هذه الفاجعة عنوانا لليأس والسواد الذي وصلنا إليه”.
ومن جهتها وجهت خديجة الزياني، النائبة البرلمانية عن فريق التجمع الدستوري، سؤالا إلى عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية بخصوص “التدابير المستعجلة التي اتخذتموها والتي تعتزمون اتخاذها فيما يخص برامج الدعم المخصص للمتضررين من تداعيات إنهاء التهريب المعيشي؟”، وكذا الإجراءات للحد من ظاهرة الهجرة التي تعرفها المدينة.
وقالت النائبة البرلمانية نفسها أن مدينة الفنيدق “تشهد، خلال الأيام الأخيرة، محاولات غير مسبوقة للهجرة السرية سباحة إلى الثغر المحتل من جهة واحتجاجات من أجل إيجاد فرص عمل للمتضررين من جراء الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الحالية من جهة أخرى”.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المعطيات تؤكد أن الوالي مهيدية يفشل في تدبير الأزمة الحالية التي تشهدها مدن الشمال، كما فشل قبلها في العديد من المسؤوليات التي تقلدها، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا من طرف الحكومة، خاصة في شخص وزير داخليتها لإنقاذ الوضع وسن التدابير الكفيلة بإخراج المدن الشمالية من الوضعية الصعبة التي تعيشها.