بوريطة والصفدي: هذه مواقفنا من النزاعات الإقليمية
أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وأيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، على المواقف المشتركة التي تجمع بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، سواء تلك المركزة على ضرورة الارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية، أو تلك التي تخص التعاون على خدمة القضايا العربية.
وشكل لقاء اليوم (الخميس)، الذي تم خلاله افتتاح قنصلية عامة للمملكة الأردنية بمدينة العيون، دعما للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وللحل المنطقي القائم على مقترح الحكم الذاتي، فرصة لاستعراض موقفي البلدين من النزاعات الإقليمية ومن مختلف القضايا والتحديات، التي تعيشها البلدان العربية، مؤكدين على ضرورة تفعيل دور عربي في إقرار السلام بالمنطقة.
فلسطين أولوية
أكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن البلدين لهما دور تاريخي ومسؤولية كبيرة في القضية الأولى؛ القضية الفلسطينية، وأن مواقف البلدين منسجمة تماما ومرجعية البلدين واضحة، وهي حل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وأن تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.
وأشار بوريطة، إلى أن المملكة الأردنية والمملكة المغربية، كانتا فاعلا مؤسسيا في تحريك المسلسل التفاوضي بين أطراف القضية الفلسطينية، مشيرا إلى تنسيق المملكتين، من أجل حل هذا الموضوع، بشكل مستمر انطلاقا من مواقفهما التاريخية، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس، يقدر ويثمّن الدور الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني، كوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وحماية الأماكن المقدسة بمدينة القدس.
وأورد المتحدث الحكومي المغربي، أن الملك محمد السادس كرئيس لجنة القدس، يشتغل من خلال وكالة بيت المال القدس على تقديم خدمات لكل المقدسيين، موضحا أن وتيرة عمل الوكالة تسير بما يناهز 2.5 مليون دولار سنويا، والتي تصرف في العديد من المجالات الطبية والتعليم والتكوين والسكنى، وتقديم مساعدة مالية مباشرة خلال الجائحة، موضحا أن التنسيق مع الوصاية الأردنية الهاشمية، من شأنه التخفيف من معاناة المقدسيين، وأن هناك عمل مشترك لتحريك مسلسل السلام على أسس واضحة ومتينة وعلى مرجعيات واضحة.
ومن جانبه، أوضح أيمن الصفدي، أنه فيما يخص القضايا الإقليمية “ننطلق من رؤية واحدة فيما يخص القضية الفلسطينية التي تشكل القضية الأساس والمركزية”، مشيرا إلى “عمل البلدين معا على تحقيق السلام العادل والدائم، السلام الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفسطيني، لاسيما حقه في الحرية وفي الدولة ذات السيادة، على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش في أمن وسلام، إلى جانب إسرائيل”.
وأشار المتحدث إلى وجود تعاون في موضوع القدس، التي لها أولوية كبرى بالنسبة للبلدين، مشيرا إلى دور العاهلين المغربي والأردني في هذا الجانب، وإلى التنسيق الطبيعي الذي ينطلق من الأولوية التي يقدمها البلدان للقدس، وهو تنسيق ينعكس في الطموح المشترك لحماية المدينة المقدسة وحماية مقدساتنا.
وأفاد الصفدي، أن العملية السلمية في فلسطين تواجه تحديات كبيرة، وبالتالي هناك عمل مشترك من أجل الحيلولة دون فقدان الفرصة الحقيقية لتحقيق السلام، بتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأشقاء المغاربة والدول العربية والعالمية، لأننا نريد أن يتحقق السلام، موضحا أن المرحلة الحالية، هي مرحلة صعبة، وهناك تحركات إسرائيلية أحادية، مثل بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، وهي ممارسات تقوض فرص تحقيق حل الدولتين، الذي تجمع عليه غالبية الدول.
العلاقة مع الخليج
وفيما يخص العلاقة مع البلدان الخليجية، قال بوريطة إنها علاقة متميزة، انطلاقا من علاقة العاهلين المغربي والأردني مع ملوك وأمراء الخليج، ومع دول مجلس التعاون الخليجي، وأنه بالإضافة إلى هذه العلاقة الشخصية، هناك علاقة استراتيجية، مضيفا أن ما يمس الخليج يمس المغرب، وأن “علاقتنا مع كل دول الخليج هي علاقة تضامن مطلق ودعم الاستقرار وتضامن معها ضد كل ما يمس وحدتها.
وأورد بوريطة، أن هناك تنسيق مع دول الخليج في مختلف القضايا، وفق منطق التضامن المطلق، متمنيا أن تكون الشراكة مع دول الخليج بمضمون اقتصادي قوي، وأيضا في المجال الاجتماعي لمواجهة التحديات، مضيفا أنه بين المملكة الأردنية والمغربية ودول الخليج علاقة قوية، يمكن أن تشكل نواة قوية، لنظام عربي ينظر إلى الأمام، ويخدم مصلحة البلدان العربية ككل، ومصلحة الشعوب العربية على وجه الخصوص.
ومن جهته، أشار الصفدي، إلى أن العلاقة مع الدول الخليجية مهمة وأن المملكتين تواصلان دعم الأشقاء في الخليج، مغتنما الفرصة لإدانة هجومات الحوثيين على المملكة العربية السعودية، التي قال إن لها دور مهم في إحلال السلام، كما نوّه بالصلح الذي أقرته قمة العلى الأخيرة، بين كل من السعودية والإمارات ودولة قطر.
سلام المنطقة
وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط، قال بوريطة إن الوقت قد حان لتحريك مسلسل السلام، للوصول إلى الحل، وفق مرجعيات واضحة، وأن العمل العربي المشترك سيساعد في تقوية الحل في هذه القضية، مشيرا إلى أن المغرب ساند مبادرة مصر والأردن لإعطاء نفس جديد لعمل الجامعة العربية، “فالعمل المؤسساتي في إطار جماعي يعتبره المغرب مهما ولكنه ليس غاية في حد ذاته، ولكن يجب أن يعكس رؤية مشتركة لمعالجة التحديات” يضيف بوريطة.
وقال بوريطة، اليوم العالم العربي بالإضافة إلى تحدياته الداخلية، هناك تحديات خارجية، مشددا على أن “الأجندة العربية يجب أن يتملكها العرب وأن تتحرك في إطارها الدول العربية، لذلك يجب أن تكون الرؤية واضحة، والمبادرة المصرية الأردنية، كان لها أثر إيجابي على إعادة اللحمة، وإعادة التنسيق، الذي نرجو أن يستمر إلى توحيد الرؤى والخروج من الإطار الضيق إلى مستقبل مشرق، وخلق مجتمع عربي على أسس وقيم مشتركة.
ومن جهته، أضاف الصفدي، أنه فيما يخص القضايا الإقليمية الأخرى، فهناك “اتفاق مع المملكة المغربية على إنهاء الأزمات الكارثية التي تعصف بمنطقتنا، ومتفقون على ضرورة تفعيل دور عربي جماعي في جهود حل هذه الأزمات، منها الأزمة السورية والأزمة الليبية والأزمة اليمنية، مشيرا إلى أن كلها أزمات في دول عربية، وتعاني من تبعاتها دول عربية، وبالتالي من الأولى أن يكون للعرب الدور الرئيس في جهود حل هذه الأزمات.
وأورد المتحدث أيضا، أن لقاءه مع بوريطة، كان أيضا مناسبة للحديث عن الأوضاع في العراق، مشيرا إلى أن هذا الأخير حقق نصرا كبيرا على الإرهاب، ولابد من دعمه، وأن المملكتين متفقتين على دعم جهود الحكومة العراقية في تثبيت الاستقرار وتكريس النصر على الإرهاب، وتحقيق المستقبل الأفضل للشعب العراقي الشقيق.