استمرار إغلاق الأحياء الجامعية يغضب الطلبة ويثقل كاهل أسرهم
تسبّب استمرار قرار إغلاق الأحياء الجامعية، منذ مارس الماضي، في معاناة حقيقية لطلبة الجامعات المغربية، لاسيما الذين يتابعون دراستهم في الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، القادمين إليها من ضواحي المدن، بسبب ارتفاع تكاليف الكراء، وفرض الدروس الحضورية بعدد من الكليات والمجارس والمعاهد، مت يجعل الطلبة وعائلاتهم أمام وضع صعب.
وفي الوقت الذي مازال فيه سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، يلتزمان الصمت أمام معاناة الطلبة، تضطر بالمقابل عائلاتهم، المتضررة من جائحة كورونا، إلى تدبر مصاريف الكراء والأكل ليتابع أبناؤها دراستهم، بعدما تم فرض تدريس نسبة مهمة من الدروس حضوريا، ما يضطر الطلبة إلى البحث عن الكراء ليبقوا قريبين من كلياتهم.
ووجّه طلبة الجامعات العمومية وعائلاتهم اتهامات للقطاعات المسؤولة بازدواجية المعايير. ففي الوقت الذي تغلق الأحياء الجامعية بحجة “كوفيد19″، يتم في المقابل فتح الأحياء الجامعية الخصوصية في وجه الميسورين، في ضرب لقواعد الاحتراز والسلامة الصحية، التي تشهرها وزارتا الداخلية والتعليم في وجه مطالب فتح الأحياء الجامعية.
وفي سؤال موجه إلى وزير الداخلية، كشف الفريق الاشتراكي أن “شريحة محظوظة من الطلبة، تتلقى تكوينها في ظروف عادية، لإقامتها في الأحياء الجامعية الخصوصية، التي لم تشملها قرارات الاغلاق، الأمر الذي يضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين طلابنا عرض الحائط، ويسائل جميع القطاعات الوزارية المعنية، لإيجاد حل عملي منصف للطالبات والطلبة المغاربة والأجانب”.
وأوضح، “أن أهم ما يقض مضجع الأسر المغربية، استمرار إغلاق الأحياء الجامعية العمومية، في مختلف المواقع الجامعية أمام طالبات وطلبة الجامعات والمدارس والمعاهد العليا وطلبة مراكز التكوين في جميع القطاعات، الذين يعانون بين مطرقة تضرر أسرهم من جائحة كورونا وإجبارية التمدرس الحضوري”، متسائلا عن التدابير التي تعتزم الوزارة القيام بها، للحيلولة دون هدر زمن التكوين الجامعي لطالبات وطلبة جميع جهات المملكة.
وفي سياق متصل، أفاد طلبة اضطروا إلى الكراء بمدينة فاس للبقاء قريبين من الجامعة، أن أسعار الكراء عرفت ارتفاعا كبيرا مقارنة مع السنة الماضية، بسبب ازدياد الطلب، مع إغلاق الأحياء الجامعية، موضحين أنهم يضطرون لاقتسام غرف مع أعداد كبيرة من الطلبة للتعاون على سداد سومة الكراء، ما يسبب وضعا غير صحي وغير مساعد على البحث العلمي.
ويشار إلى أن أغلب طلبة الجامعات، ضاقوا ذرعا من الدراسة عن بعد، لأنها غير مجدية في نظرهم، وتنعكس سلبا على تكافؤ الفرص والتحصيل العلمي، ما يدفعهم إلى طلب التعليم الحضوري مع توفير الشروط المساعدة عليه، وأهمها فتح الأحياء الجامعية والمطاعم الجامعية في وجه الطلبة، من خلال برمجة وتوزيع زمني يراعي الاحترازات الصحية.