ثلاث هفوات دبلوماسية لبوريطة خلال دفاعه عن العلاقات مع إسرائيل
بعدما استقر رأي أغلبية المغاربة على نجاح الدبلوماسية المغربية في تحقيق انتصارات كبيرة، لاسيما منذ تعيينه وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، سقط ناصر بوريطة في هفوات دبلوماسية، خلال حوار صحافي، هزّت صورته ومكانته في هرمها.
وتداول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، تعليقات حول ما اعتبروه “هفوات دبلوماسية” للوزير ناصر بوريطة، أبرزها استحضاره دولة اليمن بطريقة لا تلائم الأعراف الدبلوماسية، إذ قال الوزير، في معرض جرده التنظيمات التي رفضت ما اعتبرته “تطبيعا ومقايضة من المغرب للقضية الفلسطينية بقضيته الوطنية”، أنها “تستعمل عبارات بحال إلى جاي من اليمن”، مضيفا أن المغرب لديه خصوصية، وهي سر قوته.
واعتبر متتبعون أن توظيف دولة اليمن بتلك الطريقة، اختزل تنقيصا منها، ما لا يليق بالدبلوماسية المغربية، حتى إن كانت نية الوزير بعيدة عن هذا القصد، لكن اللغة الدبلوماسية تستوجب حرصا على انتقاء العبارات بشكل دقيق، لكي لا يساء فهم الكلام الرسمي للمسؤولين المغاربة.
وأضاف معلقون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوزير ناصر بوريطة، بخّس الدور الدبلوماسي للمغرب، حينما حجّم دور مكتب الاتصال المغربي بإسرائيل، الذي كان مفتوحا خلال تسعينات القرن الماضي، بقوله “أن المكتب كان كيجي ليه الفلسطيني لي حيدو ليه الكروسة باش يقول للمغرب عفاك هضرلي مع داك الناس”.
واستدرك الوزير ناصر بوريطة كلامه عن مكتب الاتصال بالقول إنه يستخدم الأدوات المتوفرة، سواء الجالية اليهودية-المغربية أو مكتب الاتصال مع إسرائيل، منذ سبعينات القرن الماضي لخدمة السلام بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المغرب ليس لديه مصالح بالشرق الأوسط، وليس لديه أراضي محتلة أو حدود مشتركة، لكن تميز المغرب هو بفضل امتلاكه قنوات لا تتوفر عليها باقي الدول، ومنها المكون العبري المغربي.
وخلط الوزير بوريطة، في تعليقه على عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، بين الجالية اليهودية المغربية التي تربطها علاقات تاريخية ووجدانية بالمغرب، والتعامل على المستوى الرسمي بين الدولتين، خلال حديثه عن “التطبيع” واعتبره مصطلحا مستوردا من الشرق ولا علاقة له بالسياق المغربي، وأن المغرب عندما يجلس مع الإسرائيليين، فهو يجلس مع مغاربة يحملون جوازا مغربيا.
وقال مدونون إن هذه الهفوات لا تليق بالوزير ناصر بوريطة، لاسيما أن الدبلوماسية المغربية، عرفت بقيادة ملك البلاد، انتعاشا كبيرا منذ استوزاره فبراير 2016، وتمثل ذلك في عودة المغرب إلى بيته الإفريقي، والتعامل الجيد مع الأزمة الخليجية، والانسحاب من حرب اليمن، وتوقبع اتفاقيات التبادل الحر، وربح معركة اعتبار المنتجات المصدرة من الأقاليم الجنوبية مثلها مثل باقي الصادرات من مختلف مناطق المغرب، انتهاء إلى سياسة فتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية المغربية وغيرها من الإنجازات.