تقدم البرلماني السابق عن عن حزب العدالة والتنمية، عزيز كرماط، بشكاية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ضد السلسة الرمضانية “سوحليفة”، وطالب بتوقيف بث الجزء الثاني منها، بعد انتقاد مثقفين وباحثين في علم الاجتماع وفاعلين في المجتمع المدني العمل، لأنه بحسبهم يمارس عنفا حقيقيا في حق الطفولة.
وفي شكايته إلى الـ “الهاكا”، اليوم (الثلاثاء)، أوضح كرماط أن طلبه جاء بعدما تبين له أن السلسلة تمارس العنف والأذى النفسي على الطفلة التي تؤدي دور “سوحليفة”؛ لالتزامها بأداء حركات وإيماءات جسدية مخلة بالأخلاق، كما أن السلسة تتضمن وفق الشكاية مشاهد وسلوكيات وألفاظ خادشة للذوق العام، ويقول كرماط “إن الدور الذي تشخصه الطفلة يفوق قدراتها المعرفية الإدراكية والنفسية، كما أن الشهرة قد تعرضها للنقد والتنمر ما يؤثر سلبا على مسارها واختياراتها المستقبلية، ويضر بتكوين بنيتها النفسية”.
وأكد كرماط أن شكايته أتت حماية للطفلة الممثلة من التقليد لأنه يؤثر سلبا على النمو النفسي للطفل، وعلى سلوكاته في المعيش اليومي ويلحق الضرر بمستقبله، موضحا أن محاكاة شخصيات معينة يجعل الطفل يعجب بها أو يعجب بها المحيط الذي يوجد فيه، ويجد بذلك متعة في التكرار لجلب الانتباه والاهتمام وتأكيد الاختلاف، مضيفا “هذا دون امتلاك الطفل القدرة على التجريد أو الفهم الخفي وراء المعنى، ما يجعله سواء كان ممثلا أو مشاهدا ينساق خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص ويطبقها في محيطه”.
واعتبر كرماط الدور الذي تلعبه “سوحليفة” في السلسلة بمثابة إقحام للبعد الطفولي البريء في عالم الكبار، تقدم فيه الطفلة صورة توحي بـ “النضج السلبي” في فهم الشخص البالغ وتحليله وقراءته وتقديمه على أنه أقل ذكاء منها، وبالتالي التأكيد للمشاهد على أن الطفلة في سنها يمكن أن تكون لها دراية بالعلاقات الإنسانية؛ وما يكتنفها من حب وكراهية ومعرفة بالتعبير بالجسد، وهو بحسب كرماط أمرا مغلوطا.
وتابع المتحدث نفسه قائلا، “إن السلسلة تشكل خطرا كبيرا على الطفلة وعلى أطفال المغاربة عموما، ما يجعل من سوحليفة أنموذجا يقلده الأطفال، وهو ما يؤثر سلبا على توازنهم النفسي والتربوي”.