أدانت هيأة الحكم بمحكمة الاستئناف ببني ملال، أخيرا، متهما بقتل رجل أمن، والاعتداء على ابنه بواسطة سلاح أبيض، بالإعدام بعد جلسات ماراثونية استحضرت فيها المحكمة كل الشروط الذاتية والموضوعية قبل النطق بالحكم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهم المدان هاجم الضحية وابنه بسلاح أبيض ما تسبب في وفاته بعد إصابته بطعنات قاتلة لم تمهله الحياة رغم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.
وواصل المعتدي جريمته بالاعتداء على ابن الضحية الذي تلقى طعنات غادرة لم يجد لها المعتدى عليه تبريرا بحكم علاقة الصداقة التي تجمع المعتدي وعائلته التي كانت تستضيفه وتؤويه وتقدم له كل الدعم، لكن ما وقع من تداعيات الجريمة ترك علامات استفهام كبرى حول تصرفات المعتدي الذي انتابته حالة هيجان قصوى، حولته إلى آلة للقتل، لم تشفع للضحية الأب توسلاته ولا نداء الرحمة التي أطلقها من أجل أن يرعوي ويتراجع عن فعلته.
وأضافت مصادر متطابقة، أن سكان الحي الذي ترعرع فيه مرتكب الجريمة، فوجئوا بتصرفه، وهو الذي كان يتميز بحسن معاملته مع الجيران، ويقدم المساعات لكل من يطلبها، ويخصص كل وقته لخدمة مسجد الحي الذي يستقبل الآلاف من المصلين أيام رمضان.ولم تستبعد مصادر إصابة الفاعل بأزمة نفسية، عانى بسببها أياما قبل أن يرتكب جريمته التي خلفت حزنا عميقا في نفوس سكان الحي الذي ترعرع الفاعل بين دروبه، وكانت تنتابه أزمة صرع تفقده الوعي لكن سرعان ما يستفيق ليمارس حياته العادية، واستطاع أن ينفذ إلى قلب أسرة الشرطي التي كانت تحيطه بالرعاية وتستقبله في بيتها وتشاركه الطعام، إلى حد أنه أصبح أحد أفرادها ، يعرف كل صغيرة وكبيرة عن العائلة، في حين رفضت مصادر أخرى كافة التبريرات التي تروم إبعاد المسؤولية كاملة عن الفاعل، معتبرة أن المحكمة لن تغيب عنها تفاصيل حياته مع إجراء خبرة نفسية للتأكد من سلامته النفسية، ولن تقصر في البحث عن الحقيقة كاملة.