مازالت معطيات الحالة الوبائية تقدم مؤشرات سلبية، تُظهر أنه أصبح من المستبعد الانطلاق في رفع الحجر الصحي ابتداء من 20 ماي المقبل، ذلك أنه من الراجح تجاوز السقف المتوقع من طرف الوزارة في أفق هذا التاريخ والمحدد في 6400 حالة، إذ على بعد تسعة أيام أعلنت الوزارة صباح اليوم (11 ماي) بلوغ إجمالي الحالات المؤكدة 6226.
محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، أفاد أن متوسط العمر شهد انخفاضا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأصبح المعدل هو 35 سنة بعدما كان محددا في متوسط أكبر، لكن ارتفاع تسجيل الحالات الجديدة عند الأقل سنا ساهم في انخفاض معدل العمر.
وتشير المعطيات القادمة من مديرية الأمن، إلى أن الفئة العمرية الأكثر خرقا لحالة الطوارئ الصحية، هي الفئة ما دون الأربعين سنة، ممثلة بأكثر من 40%، ويفسر ذلك من جانب بكون هذه الفئة الأكثر نشاطا في سوق الشغل، ومن جانب آخر عدد كبير من هذه الفئة يتعامل باستخفاف مع تدابير الحجر الصحي.
وانطلاق من خرجات وزير الصحة وكذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة، يتضح أن الأمور مازالت معقدة، إذ تظهر الأرقام أن الوضع الصحي يستمر في التفاقم أكثر، بعدما كان معدل انتشار الوباء R0 قد عرف انخفاضا خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أبريل، ما أعطى آمالا في إمكانية رفع الحجر الصحي قبل أن تتبدد بسبب معطيات الأسبوع الأخير.
وتتجه أصابع الاتهام بخصوص المساهمة في انتشار الفيروس عبر رفع R0 وعدم الامتثال لتدابير الحجر الصحي إلى الفئة العمرية الأقل من 40 سنة، وهي الفئة التي تساهم في نشر الفيروس في الأوساط الأسرية وفي صفوف الكبار خاصة من حيث لا تدري، مع ما يعنيه ذلك من استمرار تقييد حركة المواطنين والتمديد في الحجر الصحي للمرة الثالثة على التوالي.
وتجدر الإشارة، إلى أن الدول التي تقدم على رفع الحجر الصحي قد انحسر فيها معدل انتشار الوباء ما بين 0.5 و0.7، ما يعني أنها استطاعت محاصرة انتشار الفيروس وتسطيح منحنى تطوره، بالمقارنة مع المغرب الذي كان قريبا من الهدف قبل أن يعود المنحنى إلى التصاعد.