في سابقة من نوعها، أحدث مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، تحمل اسم “قدماء جامعة سيدي محمد بنعبد الله فاس”، عرفت إقبالا وانتشارا واسعين، وسجلت رقما قياسيا ببلوغها أزيد من 12 ألف عضو في ظرف وجيز، وبذلك تكون أول مجموعة في الفضاء الأزرق لقدماء جامعة شكلت الاستثناء في كل شيء.
المجموعة من تأسيس طلبة درسوا بجامعة فاس من مختلف الجنسيات، تونسيين وسودانيين وفلسطينين وموريتانيين… إضافة إلى طلبة مغاربة، كما تضم أساتذة جامعيين وعمداء كليات ورؤساء جامعات ومعاهد، ومعلمين وأساتذة ومقاولين ومحامين وقضاة وموظفين بعدد من المؤسسات والهيئات.
أعضاء المجموعة يسترجعون “نوستالجيا” المكان، ورمزيته عبر قيمته الرمزية والتاريخية والنضالية، والارتباط الوجداني لأجيال من خريجي جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ومدرسة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، التي ما انفكت يوما تضخ في شرايين الدولة والمجتمع الأطر و”الكوادر” والمفكرين والمثقفين. كل ذلك دفعهم إلى تأسيس وإطلاق هذه المجموعة، التي يوجد فيها طلبة سابقون دخلوا جامعة فاس في سبعينات القرن الماضي، مرورا بالثمانينات عصر الحظر العملي على منظمتهم، وصولا إلى بداية تسعينات القرن الماضي زمن انطلاق مواجهات عنيفة إثر دخول الطلبة الإسلاميين الجامعة، وهو الممتد إلى غاية بداية الألفية الثالثة.
تاريخ اسم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يعود لستينات القرن الماضي، بعدما تحولت البناية من ثكنة عسكرية فرنسية إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 1961، لتأتي بعدها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سنة 1975، ثم كلية العلوم سنة 1980، فكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ سايس سنة 1992، والمدرسة العليا للتكنولوجيا ـ سايس سنة 1986، كلية العلوم والتقنيات ـ سايس سنة 1995، و كلية الطب والصيدلة في 24 مايو 1994، والمعهد الوطني للنباتات العطرية والطبية ـ تاونات سنة 2002، وأخيرا الكلية المتعددة التخصصات ـ تازة التي افتتحت أبوابها موسم 2003-2004، وهي كلية ملحقة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس.
جامعة سيدي محمد بن عبد الله أو “القلعة الحمراء” كما يحلو للطلاب تسميتها، يعود إطلاق اسم “ظهر المهراز” على أحد مواقعها، نسبة إلى خزان كبير للماء، متواجد خلف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يرجع إلى الحقبة الاستعمارية، ويشبه في شكله المخروطي شكل “المهراز” التقليدي.
المركب الجامعي ظهر المهراز، الذي تم هدم حيه الجامعي صيف 2014، فضاء كان “ملكا” لفصيل طلابي فوق العادة، إنهم الطلبة القاعديون الذين يتم وصفهم بـ “الفصيل الراديكالي” الذي ينهل من الماركسية اللينينية كإيديولوجية.
ففي تاريخ الحركة الطلابية، لقب هذا الموقع بـ “جمهورية ظهر المهراز” بـ “القلعة الحمراء”، وفيه كانت تسري الأعراف الطلابية بالساحة الجامعية، بدل القوانين الوطنية داخل ما يسمى “الحرم الجامعي”. أعراف تنسحب على الكل، وواجب على الجميع الامتثال لها، سواء الطلبة أو الوافدين عليها لأغراض مختلفة، تحقيقا لرهان محاربة “الثقافة الدخيلة” و “فكر الشعوذة” و”الميوعة” داخل الساحة الجامعة.