يحل فاتح ماي، العيد الأممي للطبقة العاملة، والعالم يشهد فترة من أسوء فترات تاريخه بسبب انتشار جائحة كورونا التي سببت في إلغاء كل الأنشطة وفرضت الحجر الصحي العالمي، ما سيمنع خروج الطبقة العاملة هذه السنة في كل بلدان العالم ومنها المغرب أيضا.
وعلى الرغم، من أن الحجر الصحي أجبر بعض النقابات التي تتوفر على تمثيلية محترمة على عدم الخروج، إلا أنه كان فرصة لنقابات أخرى، وهي كثيرة، لتخفي فيه عزلتها وعجزها عن التأطير وحيازة ثقة الطبقة العاملة في جل القطاعات المهنية.
وتتأكد هذه المعطيات، مع استحضار الأرقام التي أفصحت عنها المندوبية السامية للتخطيط منذ ما يقارب شهرين، والتي أثبتت أن المغاربة النشيطين المشتغلين غير منخرطين في أي نقابة أو منظمة مهنية، يمثلون 95.3 في المائة، ما يعني أن 4.7 في المائة فقط هم المنتمون نقابيا.
ويرجع السبب في هزالة نسبة الانتماء النقابي الذي يخفيه الرقم أعلاه، من جانب إلى الضغط الممارس على العمال من طرف أرباب العمل لكي لا ينخرطوا في النقابات، ومن جهة أخرى إلى غياب الثقة في النقابات التي أصبحت تتهم من المنتمين لها بالمساومة والتخاذل، ولهذا فإن النقابات لا تستطيع أن تحشد حتى تلك النسبة الضئيلة من الطبقة العاملة.
وترجح المعطيات السالفة، أن تزامن فاتح ماي مع حالة الطوارئ الصحية، ومنع التجمعات قد أعفى فعلا تلك النقابات من الخروج بمظهر هزيل، في عيد يخرج فيه عمال العالم للاحتفال والمطالبة بالمزيد من المكاسب والحقوق.
وتجدر الإشارة، إلى أنها ليست المرة الأولى التي يسجل فيها غياب النقابات عن احتفالات عيد فاتح ماي، بل سبق للنقابات الأكثر تمثيلية أن احتجت ضد الحكومة بمقاطعة احتفالات ماي من سنة 2015.
ويذكر أن قرار السلطات المغربية تمديد فترة الحجر الصحي، شهرا إضافيا، من 20 أبريل إلى 20 ماي، سيحول دون تنظيم العيد الأممي للطبقة العاملة هذه السنة.