يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات بإثارة الانقسامات، بتشجيعه احتجاجات أمركيين في العديد من الولايات الأمريكية المطالبة برفع حالة الطوارئ في البلاد، خصوصا بعدما سجلت أمريكا 22 مليون عاطل خلال شهر واحد فقط، وهو أمر يضع أقوى اقتصادات العالم في وضعية حرجة.
واحتج أمريكيون، أمس (السبت 18 أبريل)، في مناطق متفرقة؛ أمام برلمان كونكورد، للرجوع إلى العمل رغم انتشار وباء كورونا في البلاد، وهو ما شجعه ترامب.
ويذكر أن البرلمان يوجد في العاصمة “نيو هامبشاير”، وساكنتها تبلغ 1.3 مليون نسمة، وهي ولاية نجت نسبيا من الوباء؛ بتسجيل 1287 إصابة و37 وفاة بفيروس كورونا، إلا أن الولاية مددت حالة الطوارئ إلى غاية 4 ماي المقبل.
وفي ولاية نيوهامبشاير، رفع المحتجون لافتات مكتوب عليها؛ “الأرقام تكذب”، واجتمعوا بأعداد متزايدة في تجاهل تام لتعليمات السلطات بالتباعد الاجتماعي، يقول سكيب ميرفي، أحد المحتجين، “الناس مستعدون تماما لفعل الشيء الصحيح، يجب أن لا يستمر الحجر الصحي؛ لأن الأرقام لا تبرر إجراءات الطوارئ الصارمة التي اتخذتها إدارة ترامب في نيو هامبشاير”.
وبحسب وكالة فرانس بريس، رفع المتظاهرون في ولاية ماريلاند ، نحو مائتي لافتة أمام البرلمان المحلي، كتب على إحداها عبارة؛ “الفقر يقتل أيضا”، و”لن أطيع المراسيم غير القانونية”.
وفي تكساس، احتج حوالي 250 شخصا على الإدارة رافضين للحجر الصحي، وحملوا شعارات أبرزها؛ “الانهيار الاقتصادي” الذي نجم عن وقف جميع الأنشطة التي تعتبرها الدولة غير الضرورية، واستمرت الاحتجاجات في كولومبوس، وأوهايو، وساندييجو، وكاليفورنيا، وإنديانا ونيفادا، وويسكونسن، حمل خلالها المتظاهرون الأعلام الأمريكية في كل مكان، وتجاهلوا تعليمات الابتعاد الاجتماعي. وجمعت الاحتجاجات العديد من أنصار دونالد ترامب، بعدما أعرب المشاركون فيها عن دوافعهم الاقتصادية الخالصة، وقالت دولوريس، أحد المحتجات، “لم أعد قادرة على العمل أو تلقي المساعدة الحكومية لأنني صاحبة حرفة ولا أستطيع العمل”، مضيفة “يجب أن تتوقف حالة الطوارئ، ويجب أن أعمل لأعيش، وإلا سأموت”.
وأضافت أميرة أبوزيد، أم لطفلين في أوستن، “لدينا حقوق دستورية في الولايات المتحدة، ولكل الناس الحق في العمل، والحق في تناول الطعام، ولهم الحق في التجمع بحرية، ولن نسمح للعلم الخاطئ أن يمنعنا من حقوقنا، مضيفة، “أنا لست طبيبة ولكن يمكنني أن أفهم الوضع، والأرقام ليست مقلقة للغاية”.
ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر تضررا من كوفيد19 بأزيد من 715 ألف وفاة، إلا أن ترامب لم يخف تسرعه في إعادة فتح اقتصاد البلاد، مبررا المظاهرات في مؤتمر صحفي بالقول، “إن بعض المحافظين ذهبوا بعيداً جداً”.
وقال أندرو كومو، حاكم نيويورك، “إن الأرقام تملي الاستراتيجيات”، لكنه استنكر ضمنيا موقف دونالد ترامب وبعض المسؤولين الجمهوريين الذين ينتقدون طول فترة الطوارئ، مضيفا “إن الحجر الصحي صعب عاطفيا وكارثة اقتصاديا، لكن يزداد الوضع سوء إذا قمت بتسييس كل هذه المشاعر”.