وصف عمر بلافريج، البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، البرلمانيين المطالبين، خلال اجتماع لجنة الخارجية، بإعادة المغاربة العالقين بـ “الشعبوية”، ما أثار ردود فعل في أوساط البرلمانيين، إذ رد البرلماني عن الفريق الاشتراكي شقران أمام بأن كلام بلافريج غير مسؤول.
وكان عمر بلافريج، قد صرح في كبسولته الأسبوعية، مساء أمس السبت، والتي يعرض فيها أنشطته الأسبوعية، قائلا بأنه شارك في اجتماع لجنة الخارجية ولاحظ أن تدخلات كافة النواب عن الفرق البرلمانية كانت شعبوية، وأضاف “مانقولوش للمغاربة أنهم كاملين يمكن لهم يدخلوا من غدا”، وأضاف بلافريج أن ذلك لصالح المغاربة، ذلك أن الدول التي يتواجدون بها لا تتوفر على إمكانية الكشف وبالتالي قد تنتقل العدوى بين الركاب على الطائرة.
وثمن بلافريج دور بعض السفارات والقنصليات التي تبذل جهدا في التكفل بالمغاربة العالقين، كما ذكر أن المنظومة الصحية في البلاد ضعيفة ولا يمكنها استقبال أعداد كبيرة من المغاربة، مطالبا أن تكون الأسبقية للمغاربة العالقين في أفريقيا والبلدان التي لم تقم بنفس إجراءات المغرب، ودعا بلافريج في السياق ذاته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى شفافية أكبر في التعاطي مع موضوع المغاربة العالقين.
وأثارت هذه التصريحات ومداخلة بلافريج أمام لجنة الخارجية الكثير من ردود الفعل، مما اضطر البرلماني عن الفريق الاشتراكي للرد عليها، واصفا كلام بلافريج بـ “غير المسؤول” وذلك لأن بلافريج ادعى أنه كان الوحيد الذي تحدث بمسؤولية ودون شعبوية أثناء الاجتماع.
ورد البرلماني شقران، ليلة أمس عبر تسجيل مصور على صفحته في الفايسبوك، وقال إن بلافريج صرح بأمور خاطئة عن الاجتماع، إذ إن الفرق البرلمانية ومنها الفريق الاشتراكي الذي يمثله لم تطالب بإرجاع المغاربة دفعة واحدة، أو بدءا من يوم غد، بل قالت إن الأمر يجب أن يتم بتدرج ويجب إعطاء نقطة ضوء للمغاربة العالقين بالخارج، والذين يعانون مأساة حقيقية.
وقال شقران، إن البرلمانيين لم يقوموا بـ “الشعبوية” وإنما قاموا بأدوارهم كنواب ونائبات، وأوضح أن تبرير بلافريج لعدم إرجاع المغاربة العالقين بوضعية القطاع الصحي بالمغرب أن ذلك “تبخيس لمجهودات بلدنا وحنا نموذج”، داعيا في هذا السياق إلى مقارنة الوضعية بالمغرب مع دول أخرى، وأبرز أن بلافريج “كان كاذبا والأكثر من ذلك أنه لم يميز في مداخلته أمام اللجنة بين المغاربة العالقين والمغاربة المقيمين بالخارج”.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية المغاربة العالقين أثارت الكثير من الجدل، إذ يبلغ عدد العالقين في بلدان أجنبية 18 ألف مغربي ومغربية من مختلف الأعمار، وسبق للوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أن دعت العالقين إلى المزيد من الصبر والتضحية، في إشارة إلى غياب حل لقضيتهم في اللحظة.