أمام استمرار غياب وزير الخارجية ناصر بوريطة، طالبت نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، من المغاربة العالقين الذين يودون العودة إلى وطنهم، المزيد “الصبر وبذل التضحية حتى يْفرّجْ الله”، وأوضحت أن المغرب أخذ قرار إغلاق الحدود ويجب أن يتم بذل التضحيات من الجميع، ريثما يتم تجاوز الأزمة وسيسجل التاريخ تضحياتهم.
وقالت الوزيرة نزهة الوافي، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، زوال اليوم (الأربعاء 15 أبريل)، إن كل بلد اتخذ تدابير احترازية واستراتيجية خاصة لتدبير هذه الأزمة بشكل مختلف، وأوضحت أن المغرب اختار الأمن الصحي ووقاية المغاربة أولا، وتم تعطيل كل شيء من أجل ذلك، مبرزة أن الظرفية استثنائية على الجميع سواء المغاربة الذين يقضون فترات الحجر بمنازلهم أو العالقين بالخارج أو المغاربة المقيمين بالخارج الذي علقوا في المغرب وكذلك الطلبة المغاربة، مؤكدة على ضرورة صبر الجميع من أجل تخطي المرحلة.
وأوضحت نزهة الوافي، أن وزارتها تواكب المغاربة العالقين بالخارج عن طريق التكفل الصحي والنفسي بهم وتقديم الاستشارة، وأن القناصلة والسفراء يقومون بالواجب فيما يتعلق بتدبير الإيواء والدعم اللازم، وأن اللجنة المكلفة تتبع وضعية المغاربة عبر العالم، للتخفيف من الأزمة التي أحدثها إغلاق المغرب لمجاله الجوي نتيجة جائحة كورونا، مبرزة أن المغرب كان سباقا لترحيل رعاياه من دول أجنبية، لكن التعامل مع هذه الأزمة فرض تعليق الرحلات.
وكشفت الوزيرة أن الترحيل يقتضي مجموعة من الإجراءات وتنسيق كبير مع دول الاستقبال التي بدورها تتخذ إجراءات احترازية، وحتى المحاوَر قد لا يجيب أحيانا بسبب الانشغالات الكثيرة، معلنة أن المواكبة مستمرة وبدوام مستمر بحكم فارق التوقيت بين البلدان، مؤكدة أن هناك 18260 مغربيا عالقا، وقالت إن الوزارة تتابع ملف الطلبة الذين لا يعتبرون عالقين والذين يقدرون بالآلاف، إذ يوجد 40 ألف طالب بفرنسا وحدها.
وأفادت الوزيرة أن “الظرفية الاستثنائية فرضت عدم اتخاذ قرارات متسرعة لفتح المجال لدخول العالقين رغم أنهم فوق رؤوسنا ونتألم لألمهم”، لكن أمنهم الصحي وأمن المغاربة يطرح في المقام الأول.
ومن بين الإجراءات المتخذة، حسب الوافي أنه تم الرفع من مخصصات ليكون التصرف عبر العائلات لإرسال حوالات إلى ذويهم بالخارج، وكذلك القيام بتسهيلات فيما يتعلق بالجمارك بالنسبة لسيارات المغاربة المقيمين بالخارج التي تجاوزت المدة القانونية في المغرب.
وأكدت نزهة الوافي أنه تمت تعبئة كفاءات مغربية أو من أصول مغربية عبر العالم في عدة ميادين، منها الميدان الطبي ومجال المحاماة، لتقديم الاستشارة القانونية لهؤلاء العالقين لمواجهة الوضعية الصعبة التي يمكن أن تعترضهم.
وأثارت مداخلة الوافي ردود فعل النواب الحاضرين، الذين علّقوا على غياب الوزير ناصر بوريطة غير المبرر، وقالوا إن كان المنتظر إعطاء إجابة عملية، وأن المغاربة فعلا صبروا لمدة تتجاوز الشهر، ويجب إعطائهم أمل عوض نصحهم بالصبر، وأنه كان من المفترض تحديد مدة زمنية وبداية بالتدرج في ترحيل المغاربة، والبداية على الأقل من المغاربة العالقين بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.