رغم مطالبهم الملحة بتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن، مازالت حكومة سعد الدين العثماني تتملص من تنظيم رحلات استثنائية لإرجاع المغاربة العالقين بالدول الأجنبية والمقيمين الذين يودون العودة، والبالغ عددهم حوالي سبعة آلاف.
وقال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، خلال مثوله في جلسة مساءلته الشهرية بمجلس النواب، مساء اليوم (الاثنين)، إنه تعذر إرجاعهم لاعتبارات موضوعية وأخرى ذاتية.
وبدل الإجابة بصيغة محددة على مطلب إرجاعهم، كما فعلت العديد من الدول مع مواطنيها، لجأ العثماني إلى لغة العاطفة، قائلا “أنتم بعيدون عنا لكنكم في قلوبنا”، وأفاد كذلك “إننا نشاطرهم همومهم ومشاكلهم ونسعى جاهدين لإيجاد حلول لها، ولن يهدأ لنا بال، حتى يرجعوا إلى أرض الوطن وإلى ذويهم، سالمين وآمنين”.
وفيما يخص الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لصالحهم، قال العثماني إنه “تنفيذا للتعليمات الملكية، فقد عملت البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية التابعة للمملكة جاهدة على لتقديم الدعم والمساعدة ذات الطابع الأولوي والضروري في هذه الظروف الاستثنائية، من خلال حزمة من الإجراءات الاستعجالية”.
وسرد العثماني من بين هذه الإجراءات، إحداث خلايا تعنى بتتبع وضعية المغاربة العالقين بالخارج طيلة أيام الأسبوع، وتوفير السكن لغير القادرين على تغطية تكاليف إقامتهم وتوفير كفافهم من حيث الغذاء، وتغطية تكاليف اقتناء الأدوية لفائدة الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة (السكري، ارتفاع ضغط الدم، القلب …) وتحمل تكاليف العمليات الجراحية الطارئة.
وأضاف العثماني، أنه تم وضع فريق طبي رهن إشارة المغاربة العالقين بالخارج لتقديم خدمات واستشارات طبية مجانية لفائدتهم، مرافقة المغاربة العالقين بالخارج ومساعدتهم والتواصل المستمر والدائم معهم، عبر إحداث بوابات ومنصات إلكترونية وأرقام هواتف محمولة مرصودة لهذا الغرض، على مستوى الإدارة المركزية والبعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية؛
كما أشار إلى الحكومة تدخلت لدى السلطات الأجنبية المختصة لتمديد فترة إقامتهم بعد انتهاء صلاحية تأشيرتهم واستيفائها للآجال القانونية، وكذا التكفل بمصاريف الدفن في المقابر الإسلامية لفائدة المغاربة المتوفين في الخارج خلال هذه الظروف الوبائية الاستثنائية العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم الإجراءات التي تحدث عنها رئيس الحكومة، إلا أن المغاربة العالقين مازالوا مستائين من الوضعية التي يوجدون فيها، رغم العديد المراسلات التي وجهوها إلى الجهات الرسمية والمناشدات والنداءات، إذ أنهم أعلنوا أنه سينظمون غدا (الثلاثاء)، وقفات أمام السفارات والقنصليات في مجموعة من البلدان