بعدما أثير بشأن تفويت صفقة إنجاز المستشفى الميداني بالدار البيضاء لشركة 4.5 مليار سنتيم دون اللجوء إلى المسطرة القانونية الخاصة بالصفقات العمومية، خرجت شركتا التنمية المحلية – الدار البيضاء للإسكان والتجهيز، والدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات بصفتهما صاحب المشروع المنتدب، لتقديم المعلومات والتوضيحات بخصوص ما جرى وصفه بـ “اختلالات” تمرير المشروع.
وأكدت الشركتان في بلاغ مشترك، أن كلا من جهة الدارالبيضاء سطات، ومجلس مدينة الدار البيضاء ومجلس عمالة الدار البيضاء، انتدبوا شركتي التنمية المحلية الدار البيضاء للاسكان والتجهيز والدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات لإنجاز هذا المشروع في أقرب الآجال.
وجاء في بلاغ الشركتين أنه “نظرا للظرفية الاستثنائية التي يمر بها المغرب والعالم، ونظرا للطابع الاستعجالي الذي يكتسيه هذا الموضوع وعملا بالمرسوم رقم 349-12-2 الصادر في 8 جمادى الأولى 1434( 20 مارس 2013) المتعلق بالصفقات العمومية، ومراعاة للظروف الاستعجالية القصوى التي يعرفها بلدنا، كما جسدها منشور السيد الوزير المتعلق بإجراءات مواكبة لفائدة المؤسسات و المقاولات العمومية من أجل ضمان المرونة في التدبير خلال فترة الطوارئ الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا (كوفيد19) بالحد من الإكراهات الناجمة عن حالة الطوارئ الصحية واستثناء من المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، تقرر اتخاذ مجموعة من التدابير بشكل مؤقت واستثنائي خلال هذه الفترة”.
وأضاف البلاغ أنه “يمكن للآمرين بالصرف بالمؤسسات والمقاولات العمومية اختيار، تحت مسؤوليتهم، مسطرة الالتزام بالنفقات التي يرونها مناسبة -طلبات العروض أو صفقات تفاوضية أو سندات الطلب دون تحديد سقف له.”
وأفاد المصدر ذاته أنه “نظرا للظروف الاستثنائية، التي لا تسمح بتتبع المساطر العادية، تم بالتالي اللجوء الى عملية انتقاء محدودة تم تنظيمها بين مجموعة من الشركات المعروفة بكفاءتها وتجربتها والتي، بعد فرز المقترحات وأجوبة الشركات التي تجاوز عددها الى 20 شركة، أسفرت هذه العملية على فرز 15 شركة التزمت بإنجاز المشروع في ظرف أسبوعين، كما التزمت بتعبئة كل الموارد البشرية واللوجستية باعتماد العمل ليلا ونهارا دون انقطاع لاحترام الآجال الزمنية”.
وأعلنت كل من شركتي التنمية المحلية الدار البيضاء للاسكان والتجهيز، و الدار البيضاء للتنشيط و التظاهرات، أنه من خلال التتبع اليومي لأشغال إنجاز المستشفى الميداني المخصص لاستقبال مرضى (كوفيد-19) بمكتب أسواق ومعارض الدار البيضاء، فإن وتيرة العمل تسير وفق البرنامج الزمني المحدد للمشروع.
وتجدر الإشارة إلى أن تمرير صفقة بناء المستشفى الميداني بمكتب أسواق ومعارض الدار البيضاء، بمبلغ 45 مليون درهم بطريقة مباشرة إلى وكالة Public Events، خلق جدلا واسعا، خصوصا أن الصفقة لم تمر عبر مسطرة طلبات العروض، وأثارت صراعات داخلية بين الوكالات الكبرى في الميدان المعروف بغموضه وعلاقاته الخفية مع كبار المسؤولين.
وما زاد من حدة الجدل وفق المصادر، هو أن الشركة، التي يسيرها عثمان بنعبد الجليل، عُرفت ابتداء من سنة 2000 بإنتاج برامج تلفزيون الواقع (للا لعروسة، القدم الذهبي.. إلخ)، قبل أن تصبح، على مر السنين، من أكبر المشتغلين في قطاع تنظيم المناسبات (تنظيم المعارض، مظاهرات رياضية..)، واستحواذها على صفقات حديقة الحيوانات عين السبع ومنتدى المدن الذكية والمهرجان الثقافي للمدينة وغيرها. وبلغت في المتوسط خلال 10 سنوات رقم معاملات يصل 50 مليون درهم.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن وكالة “Public Events”، حصلت على الصفقة كلها (الخيام)، باستثناء المعدات الطبية، أي ما لا يقل، عن 25 مليون درهم من مجموع 45 مليون درهم، وهو ما يكفي لإثارة موجة استنكار عامة، وأيضا غضب المنافسين. ويجد عثمان بنعبد الجليل تبريرات لذلك بقوله، إنه لم يفعل سوى الاستجابة لطلب مستعجل لمجلس المدينة.