تسبب قرار مجموعة “أوريزن بريس horizon press” القاضي بتخفيض أجور صحفييها بنسبة تتراوح بين 20 و50 بالمائة، في خلق انقسام بين المجموعة؛ صحفيون عبروا عن رضاهم وآخرون وصفوا الإجراء بغير القانوني، في الوقت غير المناسب.
وبحسب موقع “يابلادي” الناطق بالفرنسية، فإن التداعيات الاقتصادية لأزمة وباء كورونا المستجد، دفعت المجموعة المذكورة إلى تخفيض رواتب 112 صحافيا، نظرا للظروف التي يعيشها قطاع الإعلام والاتصال؛ خصوصا بعد تعليق طباعة الجرائد الورقية احترازا من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد المصدر نفسه، أن المجموعة أبلغت الصحفيين بأن التخفيض المذكور سيكون ساري المفعول ابتداء من أبريل الجاري وسيمتد لثلاثة أشهر، موضحا أنه سيتم خصم 50 بالمائة للصاحفيين الذين تتجاوز أجورهم 7000 درهم، وأما الذين يتقاضون أقل من ذلك فتتراوح اقتطاعات أجورهم بين 20 و30 بالمائة.
وأعرب بعض الصحافيين، وفق ما نقله الموقع المذكور، عن استيائهم من القرار في مثل هذه الظرفية، والذي بلغت فيه نسبة التخفيض إلى 50 بالمائة رغم تأكيدهم ضمان عدم استبعادهم من عملهم. وتعليقا على القرار، قالت إحدى الصحافيات، “أخبرونا عبر رسائل إلكترونية أنهم لا يعرفون ما الذي سيحدث في الأيام القليلة المقبلة، وطلبوا منا التوقيع تضامنا مع المجموعة بقبول التخفيضات”. وأضاف صحافي ثاني، “لم يتفاوضوا معنا بطريقة ودية، لقد هددونا بتخفيض أجورنا بنسبة 50 بالمائة دون تقليص ساعات العمل”، مضيفا لا خيار لنا؛ إما تقبل الأمر أو البطالة”.
وبحسب موقع “يابلادي”، فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية وصفت القرار بـ “غير القانوني”، وأكدت أن الأمر يلزم المجموعة بالتشاور مع النقابة، مشيرة إلى أن مجموعة “أوريزون بريس” ستوفر 500 ألف درهم على الأقل شهريا بفضل تعليق توزيع الصحف الورقية، إضافة إلى استفادتها خلال يناير 2020 من دعم الدولة للصحف الورقية، ودعت المجموعة إلى الامتثال للقانون.
وفي المقابل، قال المسؤول عن القسم التجاري للمجموعة، “أعتبر نفسي من بين أسعد الرجال، لأن 80 بالمائة من زملائي قبلوا عن طيب خاطر التوقيع على تخفيض أجورهم بنسبة 50 بالمائة ولمدة ثلاثة أشهر”. ومن جهته فسر صحافي آخر الوضع قائلا، “يعتمد اقتصاد المجموعة على العائدات المالية اليومية، ومع تعليق توزيع الصحف تراجعت مداخيل الإعلانات، وهو ما دفع الشركة لإيجاد حلول مشتركة”، مضيفا أن العاملين في الخدمات؛ التسويق والنقل، عاطلون عن العمل حاليا لكن يواصلون تلقي أجورهم، لذلك فالأمر لايعدو أن يكون حلا وسطا وتدبيرا مؤقتا.
وبالرجوع إلى موقع “يابلادي”، فقد أكد منصف بلخياط، الرئيس المدير العام للمجموعة، أن “هناك توافق بين طرفي العقد، والمؤسسة تشاورت مع جميع العاملين عبر البريد الإلكتروني لمعرفة موقفهم من الأمر، وتفاعلوا بالإيجاب مع القرار بنسبة بلغت 81 بالمائة”، مضيفا أن “الإجراء سيسمح للشركة بالاستمرار، والذين رفضوه لا يتجاوز عددهم 21 شخصا، ونحترم رأيهم”.
ويشار إلى أن مجموعة “أوريزون بريس” تتكون من تسع وسائل إعلام، وثلاث شركات تابعة لها متخصصة في الصحافة الرقمية، والمطبوعات الورقية والمحتوى السمعي البصري؛ اليومية الاقتصادية أنسبيغاسيون إيكو، وتلفزيون أوغيزون تيفي، وموقع ليزيكو.ما، بشراكة مع لوسيت أنفو، والغالية، وهولا ماغوك، وديجيتال كريا.